دعا المرشح السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية والسيناتور عن ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز، الى ضرورة وقوف أمريكا مع “حقوق الفلسطينيين” وحياتهم مثلما تدعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو اتبعت سياسات “عنصرية” ضد الفلسطينيين على مدار السنوات الماضية.
وقال ساندرز في مقال الرأي الذي نشره في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الجمعة، والذي أثار جدلا واسعا، إن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها” يرددها الساساة الديموقراطيون والجمهوريون على حد سواء كلما تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي من قطاع غزة، ورغم تأكيده على هذا الحق للحكومة الإسرائيلية تساءل السيناتور الأمريكي: “لكن ماذا عن حقوق الفلسطينيين؟”.
ودعا ساندرز الإدارة الأمريكية إلى فرض “وقف إطلاق نار فوري” بين الإسرائليين والفلسطينيين ولفت إلى أنه ورغم أن إطلاق حركة حماس الصواريخ نحو إسرائيل أمر غير مقبول إلا أن هذه الصواريخ لم تكن الشعلة الحقيقية للأزمة، مؤكدا أن السبب الحقيقي هو محاولة “إخلاء” سكان حي الشيخ جراح والذي يمثل ثمرة استراتيجية صممت من أجل تهجير سكان هذا الحي منذ سنوات.
ورأى السيناتور الأمريكي أن “إخلاء” حي الشيخ جراح من سكانه “جزء من نظام أوسع يتسم بالاضطهاد السياسي والاقتصادي”،على حد قوله ، منتقدا التغلغل الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية والحصار المفروض على سكان غزة، ومشيرا إلى أن لدى 70% من سكان غزة الشباب أمل ضئيل بالحياة.
ولام ساندرز حكومة نتنياهو على “تحجيم وشيطنة” الفلسطينيين في إسرائيل عبر اتباع سياسات استيطانية لتقويض حل الدولتين وتمرير قوانين تغذي الغياب الممنهج للمساواة بين الفلسطينيين واليهود في إٍسرائيل، حسب قوله.
وفي الوقت نفسه، أكد السيناتور الأمريكي أن كل تلك الممارسات لا تبرر الهجوم الصاروخي لحماس التي استغلت التوتر في القدس وفشل السلطة الفلسطينية، التي وصفها بـ”الفاسدة”، بإجراء الانتخابات التي طال انتظارها، لكن رغم ذلك تبقى إسرائيل الدولة ذات السيادة على تلك الأرض و”بدلا من التمهيد للسلام والعدالة، سعت لترسيخ سيطرتها غير العادلة وغير الديموقراطية”، حسب قوله.
وجدد ساندرز اتهامه لنتنياهو مشيرا إلى أنه وحزبه اليميني غرسا “وطنية عنصرية” متنامية في ظل محاولته البقاء في السلطة رغم اتهامه بقضايا تتعلق بالفساد.
وأضاف قائلا: “إنه لمن الصادم والمحزن بمكان أن الغوغائيين الذين يهاجمون الفلسطينيين في شوارع القدس لديهم تمثيل في الكنيست”، وذلك في إشارة إلى إشراك رئيس الوزراء الإسرائيلي للسياسي اليميني المتطرف إيتمار بن جبير وحزبه في الحكومة، وفقا للسيناتور الأمريكي.
وشدد ساندرز على أن الحركات المتطرفة لا تقتصر على إسرائيل لكنها منتشرة في آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا، لكن كان لها صديق في البيت الأبيض على مدار الأعوام الأربعة الماضية، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لكنه أشار إلى أن بمقابل تلك الحركات هناك جيل يسعى لبناء مجمتعات على أسس الاحتياجات الإنسانية والعدالة السياسية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية وغيرها من مناطق العالم.
ورأى السيناتور الأمريكي أن لدى إدارة جو بايدن الفرصة لتبني مقاربة عادلة وديمقراطية للأحداث التي يشهدها العالم، وأكد أنه من غير المقبول أن تتسامح واشنطن مع سياسات حكومة نتنياهو مشددا على ضرورة تبني أمريكا سياسة اكثر عدلا بين طرفي النزاع.
وأوضح ساندرز أن لا بد لهذه المقاربة أن تؤمن بحق الإسرائيليين والفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم على حد سواء ، وأشار إلى أن لدى واشنطن دور مهم في مساعدة الطرفين على بناء مستقبليهما، وأكد أن على أمريكا أن “تعلي معايير حقوق الإنسان دائما” حتى عندما يكون الأمر صعبا على الصعيد السياسي وختم مقاله بالقول: “حقوق الفلسطنييين مهمة، وحياة الفلسطينيين مهمة”، حسب قوله.
وتعرض السيناتور الأمريكي لانتقادات بسبب هذا المقال، إذ وصفه أحد محامي فريق الدفاع الخاص بترامب، ألان دير شوفيتز، بـ”اليهودي الذي يكره نفسه” وأنه “يريد أن يرى إسرائيل مهزومة عسكريا أمام مجموعة إرهابية”، حسب قوله.
وأضاف دير شوفيتز قائلا إن الصحيفة الأمريكية (نيويورك تايمز) ومنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشجع حماس على مواصلة قصف إسرائيل، ووصف ساندرز بأنه “يهودي معاد للسامية”، حسب تعبيره.
يذكر أن الأزمة بين حماس وإسرائيل كانت قد اشتعلت مطلع الأسبوع الماضي بعد أن بدأت الفصائل الفلسطينية بقصف مدن إسرائيلية بهجوم صاروخي ردا على أحداث القدس، لترد إسرائيل بشن عملية عسكرية سمتها “حارس الأسوار”، إذ أودى القصف الصاروخي الفلسطيني بحياة عدد من المواطنين الإسرائيليين في حين قُتل بالقصف الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين.