تبرز هذه الحارة القديمة في سلطنة عُمان بطبيعتها الأثرية الفريدة، والتي تستقطب عدسات المصورين لتوثيق زواياها.
وفي نيابة بركة الموز بولاية نزوى، تمتد حارة السيباني على تلة انسيابية صخرية يتخللها فلج الخطمين، المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وفقاً لموقع وزارة الإعلام العمانية.
وفي كل ركن، يمكن استشعار لمسة من جماليات الفنون المعمارية القديمة، حيث الأبواب والنوافذ القديمة التي تختزل نقوشاً تروي في طياتها فنوناً مارسها الأجداد في عُمان، بحسب ما ذكره موقع الوزارة.
أما بيوتها الصامدة، والتي تتكون غالبيتها من دورين، فتُعد بمثابة حكاية تُروى للأجيال المتعاقبة حول المكان الذي جمع الأهالي قديماً، والزمان الذي دفع بهم لاستغلال الطين وجذوع النخيل في بناء البيوت الريفية، حيث تتسم الحارات القديمة بهدوئها في أحضان بساتين النخيل.
وفي مقابلة، يوضح المصور العماني مؤيد السيابي أن توثيقه لمعالم حارة السيباني جاء ضمن مشروع زيارة وتوثيق الحارات العمانية القديمة
ويقول السيابي إن حارة السيباني “تعتبر إحدى الحارات العمانية القديمة المميزة التي تستحق الزيارة والتوثيق”.
ومن وجهة نظر السيابي، تتميز حارة السيباني الأثرية بعنصرين هما هندسة البناء وعبقرية المكان.
ويشرح السيابي أن الحارة تقع على طول تلة منحدرة، حيث شُيدت بيوت متكاملة متداخلة تمتد مع تدرج التلة، مضيفاً: “كلما صعدنا يتغير لون الحجر من لون الطين في الأسفل متدرجاً مع ألوان التلة حتى تندمج أحجار البناء مع لون الحجارة في الأعلى، وتتداخل فيها الممرات وسلالم مستمرة من الأسفل إلى أعلى الحارة”.
كما يتوسط الحارة فلج الخطمين الشهير، الذي يمر في غالبية منازلها مما يضيف لجمالها، وارتبطت الحارة ارتباطاً وثيقاً بنشأة فلج الخطمين، الذي أُدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو، بحسب ما ذكره السيابي.
وبالنسبة إلى السيابي، تمنح زيارة هذه الحارة الأثرية شعوراً جميلاً، من خلال مشاهدة منازل الإنسان العماني القديم وبراعة فنه المعماري في استخدام الموقع بشكل إيجابي لبناء حارة مبنية من الحجارة والطين بالإضافة إلى جذوع النخيل وسعفها في سقوف المنازل، واستخدام الفلج كمصادر للمياه ولغرض الزراعة.
وخلال زيارته، حرص السيابي على توثيق الفلج، وممرات الحارة الجميلة بالإضافة إلى تفاصيل بيوتها ونقوشها المعمارية الفنية وكذلك المزارع المحيطة بالحارة، وكيف أصبح المكان مزاراً سياحياً بعد إضافة نزل ومقهى بيت الصباح ضمن جهود وزارة التراث والسياحة العمانية في محاولة ترميم الحارة وإحياء البيوت المتهدمة، وفقاً لما ذكره.
وينصح السيابي من يود بزيارة حارة السيباني أن يمر على فلج الخطمين للتعرف على هندسته الجميلة والمزارع التي يمر عليها، كما ينصح بزيارة مقهى بيت الصباح الذي يوفر إطلالة جميلة لحارة السيباني والمزارع المحيطة بها.
ويضيف السيابي أنه يمكن زيارة حصن الرديدة الذي يُعتبر من الحصون القديمة في سلطنة عُمان والذي تحول إلى متحف للأسلحة التقليدية القديمة.