في الجزء الخلفي من سيارة من طراز “Chevy Deluxe” من عام 1952، تسرّح امرأة شعرها، ويظهر وشم بعبارة تقول “No Soy De Ti”، أي “أنا لا أنتمي لك” على صدرها.
وهذه هي ماري، وهي عضو في نادي “Vintage Ladies Car Club”، وهو مجتمع من نساء الـ”تشيكانا” اللواتي يركبن سيارات بهياكل منخفضة.
ويقع مقر النادي في مقاطعة لوس أنجلوس.
وتُعد ماري أيضاً واحدة من راكبات السيارات بهياكل منخفضة اللواتي تظهرهن المصورة، كريستين بيدفورد، في كتاب “Cruise Night” الذي يوثق التصميم الداخلي للسيارات، وجوهر أصحابها.
ووثقت الصور التفاصيل التي تشكل مركبات مجتمع راكبي السيارت بهياكل منخفضة الخاصة بالمكسيكيين الأمريكيين.
وترسخت جذور ركوب السيارات المنخفضة في لوس أنجلوس خلال الأربعينيات من القرن الماضي، وغالبًا ما يُعزى ذلك إلى مجموعة تُدعى “باتشوكو” تتكون من شباب الـ”تشيكانو” الذين واجهوا العنف أثناء الاضطرابات العرقية، التي هزت المدينة خلال العالم الحرب الثانية.
وواجه ركوب السيارات بهياكل منخفضة الازدراء، وحُظر في كاليفورنيا، ولكنه استمر رغم ذلك، وأصبح عنصراً أساسياً في أيقونات موسيقى الهيب هوب في الساحل الغربي، كما أنه انتشر إلى الخارج من جاكرتا إلى طوكيو.
وقالت بيدفورد في مقابلة أُجريت عبر الفيديو: “بينما يتعلق ركوب السيارات المنخفضة بالمجتمع، إلا أنه يتعلق أيضاً بالمطالبات الشرسة للاحترام، والاستقلال”.
منظور مختلف
وقضت بيدفورد، المقيمة في لوس أنجلوس، وقتاً طويلاً للتعرف على أفراد المجتمع، وتسجيل رواياتهم الشفوية، وتصويرهم، وقالت إن أساس كل أعمالها هو الاهتمام بالعدالة الاجتماعية، و”كيفية تعبير المجتمعات عن حقوقها المدنية في مجتمع يهمّشها غالباً”.
وجسدت صور الـ”بورتريه” أيضاً وجهة نظر للنساء، اعتقدت المصورة أنها نادراً ما شوهدت عند تمثيل ثقافة السيارات بشكل عام.
ومن أجل مشروع “Cruise Night”، تحدثت بيدفورد إلى العديد من الأعضاء القدامى الذين تمعنوا في ممارسة ركوب السيارات بهياكل منخفضة، وكيف نُسجت هذه الممارسة في حياتهم.
وفي الكتاب، أكدت واحدة من الأعضاء، وهي تُدعى تينا مارتينيز بيريز، لبيدفورد أنها استخدمت سيارة “Cutlass” الخاصة بها من عام 1979 كسيارة عادية، وقالت: “ربيت كل أطفالي في تلك السيارة، وأحضرت حفيدي الأول إلى المنزل من المستشفى في تلك السيارة”.
تعبير عن الهوية
وليست السيارات بهياكل منخفضة عبارة عن مركبات فقط، ولكنها أيضاً بمثابة تعبير إبداعي عن مالكيها.
وغالباً ما يستغرق العمل على تعديل السيارات أعواماً.
وبدلاً من التركيز على السيارات بأكملها، اختارت بيدفورد غالباً التركيز على تفاصيلها من الداخل، وقالت: “إنها المناطق والأماكن الصغيرة التي عبر فيها الأشخاص عن رؤيتهم من خلال التخصيص”.
وتشير بعض التفاصيل المفضلة لبيدفورد في صورها إلى أصول الحركة. وفي صورة “بورتريه” بعنوان “Yahaira” على سبيل المثال، تظهر امرأة شابة بتسريحة شعر مثبتة بأزهار زرقاء وأرجوانية، وتُعد تسريحتها إيماءة إلى جمال “باتشوكا” الكلاسيكي.
وقالت بيدفورد: “التفاصيل التي تخاطبني هي التي تتواجد في الأماكن التي ترى فيها تلك التلميحات إلى التاريخ”.
وترى المصورة أن ركوب السيارات بهياكل منخفضة ممارسة أُسيئ فهمها باعتبارها بسيطة، وفظّة، وقالت: “بطريقتي الهادئة الخاصة بي، أنا أقدم لمحة لكيفية تجربتي لهذا التقليد الأمريكي الرائع”.