فارق الفنّان المصري سمير غانم، الحياة، الخميس، عن عمرٍ يناهز 84 عامًا، بعد صراعٍ مع المرض.
وكان الإعلامي المصري رامي رضوان، أول من أعلن خبر وفاة والد زوجته دنيا سمير غانم، عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما نعت نقابة المهن التمثيلية في مصر الفنان الراحل، متمنيةً لأهله وجمهوره الصبر والسلوان.
كان الفنان المصري قد أصيب قبل عشرين يومًا بفيروس كورونا في أواخر نيسان/ أبريل الماضي، بينما نفى الفنان حسن الرداد، زوج الفنانة إيمي سمير غانم، وفاته بسبب إصابته بالوباء، وذلك في تعليق عبر انستغرام.
وما بين بداية مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، وحتى آخر ظهور له في إعلانٍ لإحدى شركات الاتصالات المصرية؛ ملأ الفنّان سمير غانم قلوب جمهوره في مصر، وعلى امتداد العالم العربي بهجةً، عبر عشرات الأدوار الكوميدية التي قدمها على المسارح، وفي السينما والتلفزيون.
ابن أسيوط، لم ينجح بأن تكون سيرته امتداداً لسيرة والده اللواء يوسف غانم، فبعدما فشل في كلية الشرطة، التحق سمير غانم بكلية الزراعة وتخرج منها، وهناك قرر رسم مسيرة خاصة، بدأها فنيّاً من المسرح الجامعي، وقدر لها أن تحفر عميقاً في وجدان المشاهدين لسنواتٍ طويلة.
شكل فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” في الستينيات مع الراحلين جورج سيدهم، والضيف أحمد، وانتهى مشوارها بعد نجاحاتً كبيرة بوفاة الأخير مطلع السبعينيات، وخلال قرابة الستين عاماً، قدم نجم الكوميديا المصرية، عشرات المسرحيات التي جابت مسارح العالم العربي، تاركة ابتساماتٍ لا تنسى، و”إيفيهات” خالدة توارثتها الأجيال، وصورًا لإطلالاتٍ اتسمت بالخصوصية والغرابة، ميزّت طريقة سمير غانم في اللبس حتى آخر ظهورٍ له.
ومن أشهر المسرحيات التي قدمها: “الأستاذ والمزيكا، فخ السعادة الزوجية، أهلاً دكتور، المتزوجون، جحا يحكم المدينة، فارس وبني خيبان، بهلول في إسطنبول، دو ري مي فاصوليا، مراتي زعيم عصابة”، وكانت مسرحية “الزهر لما يلعب” آخر عروضه المسرحية في العام 2020.
وفي السينما: “المشاغبون، الأحضان الدافئة، بنت واسمها محمود، عندما يسقط الجسد، فيفا زلاطا، البعض يذهب للمأذون مرتين، قصة الحي الغربي، سنوات الانتقام، إنهم يسرقون الأرانب، حل يرضي جميع الأطراف، بهاريز، على جنب يا أسطى، تتح، حماتي بتحبني، المشخصاتي”، وظهر بشخصيته الحقيقية في فيلم “عقدة الخواجة” عام 2018.
وذلك إلى جانب عشرات الأدوار التلفزيونية التي قدمها سمير غانم، منذ أواخر السبعينيات في مسلسل “كيف تخسر مليون جنيه”، مروراً بـ “بطل الدوري، رجل شريف جداً، دعوني أعيش، كابتن جودة، ألف ليلة وليلة، مرفوع مؤقتاً من الخدمة، إنسى اللي فات يا فرحات”، وصولاً لمسلسل “عوالم خفية” الذي عاد فيه للوقوف أمام “الزعيم” عادل إمام في 2018 وشارك ابنتيه دنيا، وإيمي، في مسلسلات تلفزيونية ناجحة قدموها خلال السنوات الأخيرة كـ “لهفة، اللالا لاند، نيللي وشيرهان، عزمي وأشجان”، وكان آخرها “بدل الحدوتة 3” سنة 2019.
وتبقى تجربة الفوازير التي قدمها الراحل خلال مرحلة الثمانينيات، بشخصية “فطوطة” هي الأكثر رسوخاً في ذاكرة المشاهدين المصريين والعرب، الذين ودعوا “سمورة” في 20 مايو/ أيار 2021… أحد أبرز صنّاع بهجتهم لأجيال.