في القرن التاسع عشر، عندما كانت الرياضات الدموية أكثر قبولًا اجتماعياً، تمت صياغة مصطلح “الخمسة الكبار” للإشارة إلى الأسد، ووحيد القرن، والجاموس، والفيل، والفهد، أي الحيوانات التي اعتبرها صيادو الكؤوس في أفريقيا أكثر الحيوانات خطورة عند اصطيادها سيراً على الأقدام.
ولكن المصور البريطاني جرايم جرين يريد أن يعطي العبارة معناً جديداً، أي أن يحتفي بحياة هذه الحيوانات بدلاً من موتها.
ولذلك، قرّر العمل على مشروع بعنوان “New Big 5″، أي “الخمسة الكبار الجديدة”، والذي يهدف إلى استخدام التصوير الفوتوغرافي لزيادة الوعي بالتهديدات التي تتعرض لها الحياة البرية، وإلهام الناس للحفاظ عليها.
ويوضح جرين في حديثه أنه يريد تشجيع الناس على التصوير بالكاميرا وليس بالبندقية، مؤكداً أن “التصوير الفوتوغرافي يعد طريقة أفضل بكثير للاحتفال بالحيوانات”.
وعندما بدأ المشروع في أبريل/ نيسان عام 2020، أطلق جرين تصويتاً لمدة عام لتحديد الحيوانات الخمسة المفضلة لدى الجمهور لتصويرها أو مشاهدتها مصورة، ونتائج الـ 50،000 تصويت أصبحت متوفرة الآن عبر الإنترنت.
وهناك بعض التداخل بين “الخمسة الكبار الجديدة” والقديمة، مع استمرار تضمين الفيل والأسد، ولكن الغوريلا، والنمر، والدب القطبي، تُعد بمثابة إضافات جديدة، وقد أطاحت بكل من الفهد، ووحيد القرن، والجاموس الأفريقي من القائمة القديمة.
ويقول جرين: “آمل أن تتمكن الحيوانات الخمسة التي اختارها الناس ضمن فئة الخمسة الكبار الجديدة، من أن تثير انتباه الناس لما يحدث للحياة البرية في العالم”.
ويشرح جرين أن هذه الحيونات ما هي إلا جزء بسيط فيما يتعلق بالأزمة التي تواجه الحياة البرية في العالم، ومع ذلك يرى أن هذه الحيوانات الخمسة الشهيرة يمكنها أن تكون بمثابة سفيرة عالمية، وتمثل جميع الأنواع الأخرى التي تواجه خطر الانقراض.
الحماية من خلال الصور
ويعد مليون نوع من ثمانية ملايين نوع على كوكب الأرض مهدد بالانقراض من قبل البشر، وفقاً للأمم المتحدة. وتتضمن بعض الأسباب الرئيسية تقلص الموائل، واستغلال الموارد الطبيعية، وتغير المناخ، والتلوث.
ويواجه كل نوع من الأنواع ضمن قائمة “الخمسة الكبار الجديدة” تهديدات خطيرة لوجودها، ويتم تصنيفها على أنها إما مهددة بالانقراض أو معرضة للخطر.
ويشير جرين إلى أن التصوير قد يساعد في تثقيف الناس بشأن هذه التهديدات، ويمكن أن يعرّفهم على حيوانات لم يروها من قبل، أو يفضح القسوة التي تُمارس على الحيوانات والأضرار التي لحقت بموائلها، كما يمكنه أن يلهم الناس لدعم مشاريع الحفظ أو ممارسة الضغط على صانعي السياسات.
ويحظى المشروع بدعم أكثر من 100 مصور، بالإضافة إلى دعاة الحفاظ على البيئة البارزين، ومنظمات الحياة البرية مثل الصندوق العالمي للطبيعة ومنظمة السلام الأخضر.
ومن جانبها، أشادت جين جودال، وهي ناشطة في مجال الحفاظ على البيئة وداعمة لمشروع “الخمسة الكبار الجديدة”، بالمبادرة في بيان صحفي قائلة إن “أي مشروع يجذب الانتباه إلى الحيوانات، التي يتعرض الكثير منها للتهديد أو الانقراض، مهم للغاية”.
وأوضحت جودال: “هذه الحيوانات الخمسة تُعتبر من الأنواع الجميلة والرائعة، وهي بمثابة سفيرة رائعة للحياة البرية في العالم، من الأنواع الشهيرة إلى الضفادع غير المعروفة، والسحالي، والأسماك، والطيور”.
وأكد جرين أنه سيواصل نشر الوعي بقضايا الحفظ، كما أن لديه طموحات لإنتاج كتاب للتصوير الفوتوغرافي عن معرض الخمسة الكبار الجديدة، الذي يعرض أعمال المصورين الدوليين المشاركين في المشروع، مع توجيه الأرباح إلى الجمعيات الخيرية للحياة البرية.