انطلقت بعثة استكشافية في رحلة مدتها شهر تقريباً بهدف كشف الغموض عن قارة ثامنة “مخفية” تُدعى “زيلانديا”.
ولم يضع الجيولوجيون هذه القارة الغامضة على الخريطة إلا في عام 2014، بحسب ما كتبه الموقع الرسمي لجامعة “كوينزلاند” في أستراليا على الإنترنت.
وأصبح العلماء الآن في طريقهم لمعرفة المزيد عن هذه القارة بفضل بعثة قادتها جامعة “كوينزلاند”، بالتعاون مع معهد شميدت للمحيطات، أو “SOI”.
ما الذي يجعلها استثنائية؟
و”زيلانديا” عبارة عن منطقة كبيرة في جنوب غرب المحيط الهادئ، وتبلغ مساحتها 4.9 مليون كيلومتر مربع.
وغُمرت غالبية أجزاء هذه المنطقة تحت الماء، ولا تبرز منها إلا كاليدونيا الجديدة ونيوزيلندا فوق مستوى سطح البحر.
وتكونت هذه المنطقة بأكملها من القشرة القارية ما يجعلها “مثيرة للاهتمام، وغير عادية”، بحسب ما ذكرته كبيرة العلماء التي قادت بعثة “Seafloor to Seabirds”، الدكتورة ديريا جورير، في مقابلة.
وعلم الجيولوجيون عن وجود قشرة قارية في أعماق جنوب غرب المحيط الهادئ لمدة عقود، ومع ذلك، إلا أن مفهوم كون المنطقة كبيرة بما يكفي للتأهل كقارة بحد ذاتها أصبح شائعاً في الأعوام القليلة الماضية فقط، بحسب ما قالته جورير، وهي مُحاضرة في قسم علوم الأرض والبحار بجامعة “كوينزلاند”.
وكانت لبعثة “Seafloor to Seabirds” عدة أهداف علمية، وتمحور هدفها الأساسي في إجراء عملية مسح لقاع البحر باستخدام سونار متعدد الحزم، ومقياس المغناطيسية.
وسيساهم المسح عالي الدقة عالية في فهم العمليات الجيولوجية التي كانت جزءاً في تكوين وتطور هذه المنطقة المعقدة، والتي تمثل “أحجية من الشظايا القارية”، بحسب تعبير جورير.
ما الذي يمكن تعلمه من البعثة؟
وانطلقت البعثة من 6 فبراير/شباط، واستمرت إلى 6 مارس/آذار.
وخلال الرحلة، بقي الفريق على متن سفينة “Falkor” للأبحاث التابعة لمعهد شميدت للمحيطات لمدة 28 يوماً، وفقاً لموقع الجامعة.
وأكدت جورير: “لقد قمنا برسم خريطة لمنطقة كانت مجهولة، أو منطقة رُسمت لها خريطة سابقاً بدقة أقل بكثير”.
ويعود تاريخ بعض العمليات التي قاست أعماق المياه في المنطقة إلى الستينيات، واتضح أن بعضها كان خاطئاً.
وستسمح البيانات الجديدة بتصحيح الخرائط البحرية، وإعطاء صورة أوضح بكثير للطبيعة التي تتواجد تحت الماء في منتزه بحر المرجان البحري “Coral Sea Marine Park”.
وقالت جورير: “ستساعد المعلومات المتعلقة بنسيج قاع البحر في إعادة بناء التاريخ التكتوني المعقد للمنطقة، بما في ذلك فتحة حوض المحيط بين أستراليا وزيلانديا”.
ويُعد المنتزه، واحداً من أروع الكنوز البحرية في أستراليا، بحسب الموقع الحكومي للمنتزهات البحرية الأسترالية عبر الإنترنت.
وقدم هذا المشروع لمسح قارة “زيلانديا” 37 ألف كيلومتر مربع من البيانات التي ستساهم في مبادرة “Seabed2030″، والتي تهدف إلى عمل خريطة لقاع المحيط بأكمله بحلول عام 2030، وفقاً لما كتبه موقع اليونسكو الرسمي.
وتعمل جورير حالياً مع زملائها على تقييم البيانات التي جُمعت بفضل البعثة.