تشتهر جويانغ بمهرجانها الدولي السنوي للزهور، وهي واحدة من أكبر مدن سيؤول المتعددة الأقطاب في كوريا الجنوبية.
وكان لدى الحكومة المحلية عدة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يبدو أن لا أحد يهتم كثيرًا بالمحتوى الذي تنتجه. لذلك، كان لا بد من فعل شيء ما.
وقالت مسؤولة العلاقات العامة في جويانغ، تشوي سيو يونغ، ممازحةً خلال اجتماع في عام 2013: “ماذا عن قطة تمثل شخصية المدينة؟”، مشيرة إلى أوجه التشابه بين اسم المدينة (جويانغ) والكلمة الكورية التي تعني قطة (جويانغ يي).
من نكتة إلى واقع
وفي كوريا الجنوبية، كانت تعتبر القطط بمثابة مخلوقات ماكرة تجلب الحظ السيء. ولكن أرادت تشوي، وهي من بين الأصغر سناً في الفريق، أن تمنحها فرصة ثانية.
وكان لدى حساب جويانج على موقع “فيسبوك” حوالي ألفين متابع في ذلك الوقت. ولكن، دخل رواد وسائل التواصل الاجتماعي في حالة من الجنون، بعد 24 ساعة فقط من تبديل صورة الملف الشخصي إلى قطة تُدعى “جويانغ يي”.
وبذلك، أراد الناس من داخل المدينة وفي جميع أنحاء البلاد التفاعل مع شخصية القطة.
واليوم، أصبح لدى منصات وسائل التواصل الاجتماعي في المدينة، من ضمنها موقع “فيسبوك”، أكثر من نصف مليون متابع.
وتتواجد صور “جويانج يي” في بهو قاعة المدينة، حيث ترحب ملصقاتها بالزوار.
ويتواجد أيضاً تمثال لقطة ترتدي الكمامة، مشجعة الناس على الالتزام بكماماتهم أيضاً.
ويستطيع الناس التقاط صورهم مع القطة في منطقة مخصصة لذلك.
ويقول وون جي يونغ، وهو عامل مقهى ومقيم منذ فترة طويلة في المدينة: “في الماضي، كان هناك قول مأثور في كوريا مفاده أنه لا ينبغي ترك القطط مع الأطفال، لأن القطط لصوص وشياطين”، مضيفاً: “لكن تلك الأيام قد ولت وأنا أكثر دراية بالقطط الآن.. تبدو إعلانات المدينة أكثر ودية الآن لأنها قادمة من قطة”.
ويوافقه صاحب المطعم، لي يونغ سوك، الرأي قائلًا: “عندما أرى رسائل من جويانغ يي، فإن ذلك يجعلني أبتسم ويمكنني أن أتذكرها بسهولة أكبر”.
وتهيمن القطط على وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء آسيا وبقية العالم، وكوريا الجنوبية ليست استثناءً.
وتعيش قطة تدعى “هيك” في جزيرة جيجو السياحية الشهيرة في كوريا الجنوبية، ولديها أكثر من 190 ألف متابع على موقع “إنستغرام”.
ولا تحتاج القطة إلى بذل الكثير من الجهد حتى تجذب انتباه معجبيها، حيث تسجل آلاف الإعجابات بمجرد نشر صورة وهي ترقد على الطاولة أو تمشي على الجدران.
ونشر لي كتابًا عن “هيك” في عام 2017، والذي احتل المرتبة الأولى في قائمة أفضل 100 كتاب على مستوى البلاد، لمدة أسبوعين، في متجر لبيع الكتب على الإنترنت، في كوريا الجنوبية.
ومن المعروف أن القطط تتطلب اهتمامًا ورعاية أقل من الكلاب. ويقول الكثير من الناس إن مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بالقطط تمنحها إحساسًا بالشفاء العاطفي.
ويعتقد بارك جونغ يون، وهو طبيب بيطري مشهور في كوريا الجنوبية، أن تزايد شعبية القطط يرجع إلى التغيير في المجتمع الكوري.
وأظهر مسح صادر عن حكومة سيؤول الحضرية في عام 2019 أن القطط مفضلة من قبل أولئك الذين يعيشون في منازل بمفردهم. وأظهر استطلاع آخر صدر الشهر الماضي أن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم في البلاد يمثلون الآن أكثر من 30 في المائة.
وكانت القطط مكروهة في كوريا الجنوبية حتى قبل عقد من الزمان.
واعتبرت القطط الضالة بمثابة اللصوص بسبب عاداتها في تمزيق الأكياس البلاستيكية للحصول على بقايا الطعام التي توجد بداخلها.
ويقول بارك سانج ووك، وهو محرر “Yaong-yi”، أول صحيفة مخصصة للقطط في كوريا الجنوبية، والتي بدأ نشرها في عام 2015 إنه “حتى قبل 10 سنوات، كان الناس يعتقدون أن القطط مفيدة فقط لاصطياد الفئران”.
وإذا لم يتم استخدامها لاصطياد الفئران، فلا يوجد سبب يدعو الناس للاحتفاظ بها، فالعديد من القطط تعيش في الشوارع.
وكان من المفترض أن تولد القطط، وتعيش على تمزيق أكياس القمامة التي تحتوي على الطعام والتي تركها الناس خارج منازلهم، وتموت عندما تتقدم في السن أو تمرض في الشوارع.
ولكن بدأت الأمور تتغير بشكل واضح.
ويقول بارك إن عدد المعارض الخاصة بالحيوانات الأليفة كانت أقل من 10 حتى عام 2016، لكن هذا العدد زاد بمقدار أربعة أو خمسة أضعاف بحلول عامي 2017 و 2018.
وأضاف: “تحولت العديد من الشركات التي كانت تركز على إقامة حفلات الزفاف أو معارض الأطفال إلى معارض للحيوانات الأليفة”.
لم يقع جميع الأشخاص في حب القطط.. حتى الآن
وأدت الشعبية الكبيرة للقطط إلى جعل المزيد من الناس يحصلون على القطط كحيوانات أليفة، ولكن بعض القطط الضالة تكون ضحية لسوء المعاملة أو المرض، وينتهي بها الأمر في الملاجئ.
ويذكر أن RAY قد تأسست في عام 2018، وهي واحدة من العديد من ملاجئ القطط الجديدة في سيؤول.
وتقول كيم أونهي، وهي مؤسسة RAY: “كانت الحيوانات قادرة على البقاء على قيد الحياة في نظامها البيئي الخاص. ولكن مع كل هذه التطورات، فإنها بحاجة إلى مساعدتنا.. حان الوقت أن يقوم الإنسان برعاية الحيوانات”.
ويوضح العديد من محبي القطط أن هناك حاجة إلى مزيد من الحماية للحيوانات الأليفة والقطط الضالة بالتأكيد، لكن لا يستطيع أحد إنكار مكانة القطط التي تطورت بشكل كبير.