لطالما كانت عارضة الأزياء نعومي كامبل تلفت الأنظار منذ دخولها عالم عروض الأزياء لأول مرة في الثمانينيات. ولكن بالنسبة لمصمم الأزياء النيجيري تشوكوما ايان أوديفرين، لفت ظهورها خلال عرض أسبوع “أرايز” للموضة انتباهه لسبب آخر.
وقال أوديفرين عن حدث ديسمبر/ كانون الأول، الذي يحتفل بمصممي الأزياء الأفارقة الشباب: “اختتمت نعومي كامبل عرض الأزياء بقطعة من تصميمي وبدت رائعة”.
وأوضح الشاب البالغ من العمر 30 عاماً أنه “أصيب بالذهول” عندما رأى عارضة الأزياء الشهيرة وهي تتمايل على منصة العرض في لاغوس بنيجيريا، بعباءة “البونشو” ذات النمط الهندسي، مضيفاً: “لم يكن لدي أي فكرة أنها سترتدي تصميمي. لقد بدت وكأنها مثالية”.
ووسط صناعة شديدة التنافسية، ترسخت هذه اللحظة “السريالية” في ذهن أوديفرين كأحد أبرز محطات حياته المهنية.
وقال: “كانت واحدة من تلك اللحظات التي جعلت الموضة تستحق العناء بالنسبة لي”.
من الكواليس إلى المسرح
لم يرغب أوديفرين دوماً بأن يصبح مصمم أزياء، وبعد إنهاء مرحلة الثانوية، درس علم الأحياء الدقيقة في جامعة لاغوس، وهي مهنة قال المصمم إن والده أراد له أن يمارسها.
ولكن اهتمامات أوديفرين لم تكمن في العمل المخبري، وخلال دراسته، تدرّب لدى أسبوع الموضة في لاغوس وأسبوع “أرايز” للموضة، وهي مسابقة للمصممين الشباب قامت باستضافتها المجموعة الإعلامية النيجيرية “أرايز”، ما أعطاه لمحة عن عالم الموضة، وكان يرغب في الحصول على المزيد.
وبعد التخرج، بدأ أوديفرين في صنع القمصان، وكان الناس يرغبون في شراء تلك القمصان التي كان يصممها ويرتديها لحدث ما.
وحينها قرّر أوديفرين تصميم مجموعة صغيرة، وفي عام 2014 أسس علامة “Tzar Studios” التجارية للأزياء. وقال إن التصاميم الأولية كانت “لامعة وصارخة”، مع مجموعة متنوعة من المطبوعات والألوان الجريئة والمتضاربة.
وركز أوديفرين في البداية على الملابس الرجالية والقطع المناسبة للجنسين، وفي عام 2018 بدأ أيضاً في العمل على الملابس النسائية.
والآن، أصبحت تصاميمه أكثر بساطة، وأشار إلى أن روح علامة “Tzar Studios” يتمثل إلى حد كبير في الراحة والأداء الوظيفي”، مضيفاً: “أعتقد أنه عندما تكون مرتاحاً في ملابسك، فإن هذا يعزز الثقة”.
وفي ذلك العام، عاد إلى أسبوع “أرايز” للموضة، ولكن هذه المرة كمصمم أزياء. وقال: “لقد عملت خلف الكواليس وقمت بتنسيق العارضات، وبعد سنوات، أنا على المنصة أعرض أعمالي، وأرى ذلك على أنه نمو”.
وبعد ظهوره الأول على منصة العرض في عام 2018، يقول أوديفرين إن تصميماته بدأت تحظى بمزيد من التقدير. وظهر في مجلات الأزياء بما في ذلك “فوغ”، وبدأ عمله في جذب انتباه خبراء الموضة في لاغوس.
قطاع الأزياء المزدهر في نيجيريا
وأصبح أوديفرين لاعباً رئيسياً في مشهد الموضة المزدهر في نيجيريا، حيث يُسلط الضوء على عدد متزايد من المصممين الشباب. ومن بين 30 مصمماً تم اختيارهم لأسبوع الموضة المتوافق مع إجراءات “كوفيد” في ديسمبر/كانون الأول 2020، كان هناك 23 مصمماً نيجيرياً، منهم أوديفرين.
وأوضحت نعومي كامبل لـ CNN أن أسبوع “أرايز” للموضة، يُعد حدث مهم للمساعدة في رفع مستوى هؤلاء المصممين وإعطاء أعمالهم عرضاً عالمياً.
وقالت كامبل: “أشعر أن وقت طويل قد مضى، وأن المصممين في القارة لم يحصلوا على منصة في عواصم الموضة في العالم”، مضيفةً: “ليس من المفترض أن تقوم الموضة بالتمييز، ومع ذلك استبعدنا هذا الجزء من العالم والأسواق الناشئة الأخرى”.
ولطالما كانت كامبل داعمة للمصممين والمبدعين الأفارقة، مستخدمةً تأثيرها القوي كمشهورة لجذب الانتباه الدولي إلى فعاليات مثل أسبوع “أرايز” للموضة والمشاركين فيه من المصممين الشباب.
ولا تخفي كامبل أنها “متحمسة” للأعمال الفريدة القادمة من المصممين الأفارقة، والتي تصفها بأنها تصاميم “لا توجد في أي مكان آخر”.
وأضافت كامبل: “هم بحاجة إلى معرفة أنهم يحظون بالتقدير في عالم الموضة الإبداعية، مثل جميع النجوم الصاعدة الأخرى في عواصم الموضة”.
وبينما فاز المصمم النيجيري كينيث إيز بعرض أزياء عام 2020، قال أوديفرين إن الحدث كان “مذهلاً” وأن إرتداء كامبل لتصميمه على منصة العرض، والذي أعاد تسميته الآن باسم “بونشو نعومي”، ذكّره بسبب مثابرته على الموضة خلال العقد الماضي.
وأضاف: “من السهل الإنسحاب، من السهل أن تقول حسناً، هذا كثير للغاية، لأنه أمر غامر، ولكن لحظات من هذا القبيل تجعل الأمر يستحق العناء”.