للوهلة الأولى، يبدو هذا المشهد لصفوف من الحفر المربعة في سلطنة عُمان من الأعلى وكأنه لوح ألوان عملاق، فما حقيقته؟
وفي الواقع، إنها منطقة تُعرف باسم “خور الملح” وتقع بولاية قريات في محافظة مسقط.
ونظراً لقيمته الاقتصادية العالية وتعدد استخداماته على مر العصور، أطلق سكان ولاية قريات وصف “الذهب الأبيض” على الملح الذي يتفجر من الملاحات، وفقاً لموقع “اكتشف عُمان”.
وتُعد قريات إحدى الولايات المصدرة للملح منذ القدم، واشتهر خور الملح بالولاية باستخراج الملح عبر أحواض التجفيف، وعمل سكان ولاية قريات في استخراج الملح منذ سنوات طويلة، حيث كان الطلب يتزايد سواء لأغراض الطبخ أو لشركات التنقيب عن النفط، بحسب موقع وزارة الإعلام العمانية.
واستخراج الملح صناعة متوارثة تناقلتها الأجيال عبر السنين في سلطنة عُمان، ويتم تخصيص أحواض لمياه البحر، حيث تخضع المياه إلى عملية تبخر طبيعية من خلال أشعة الشمس، ليتم بعدها تجفيف الملح من المياه المُتبقية، وتنقيته، ومن ثمّ تخزينه، وتستغرق عملية التصنيع من أسبوع إلى 10 أيام، وفقاً لموقع وزارة الإعلام العمانية.
ويُعد الصيف هو الموسم الأمثل لصناعة الملح، حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها والتي تساهم في عملية التبخر،
وفي هذه السلسلة بعنوان “منجم الذهب الأبيض”، يوثق المصور العماني محمد الرزيقي مشاهد جوية مذهلة لأحواض تجفيف الملح في ولاية قريات.
ويقول الرزيقي في حديثه إن سلطنة عُمان تزخر بالعديد من الموارد الطبيعية، وأنه قرر توثيق خور الملح حيث يتم إنتاج الملح بأيدي وطنية.
ويشير الرزيقي إلى أن الطائرات بدون طيار “الدرون” جعلت من التصوير الجوي تجربة مختلفة وفريدة من نوعها، إذ يختلف المشهد تماماً بعدسة كاميرا الدرون من الجو مقارنة مع ما تراه العين على الأرض.
وخلال عملية التوثيق الجوي لخور الملح، تفاجأ الرزيقي بكمّ الألوان وتناغمها في مشهد مهيب.
ويصف الرزيقي مشهد تناغم الألوان وانسجامها مع الطبيعة وكأنه أشبه بلوح ألوان خاص بالرسام أو “علبة مكياج” نسائية، مضيفاً أنه مشهد يحض على التأمل والاندهاش.
ومن التحديات التي واجهته خلال عماية التوثيق، يشير الرزيقي إلى أنه كان يحاول الخروج بلقطات جديدة وغير مألوفه لدى المصورين، وتوثيق الخور من زوايا جديدة ومختلفة.
وقد نالت الصور التي وثقها الرزيقي لخور الملح الإعجاب والدهشة من قبل متابعيه عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ أنها تبرز التناغم اللوني لأحواض الملح.