بدأ كل شيء للفنان زوفر والاس، وهو اسم مستعار، بحلم لطالما أراد تحقيقه منذ الصغر.
وفي الحلم، كان يتحدث إلى الناس من حوله، لكنهم لم يشاركوه الحديث أبداً. وعندما نظر إلى انعكاس صورته، أدرك والاس أنه عبارة عن مجرد صورة ظلية.
وفي عام 2017، قرر الفنان التشكيلي، وهو من جنوب أفريقيا، أن يصبح “مجهولاً”، حيث أصبح يرتدي نظارات واقية وبذلة كاملة لإبقاء هويته الحقيقية سرية.
وبالتالي، هذا يعني أنه بإمكان والاس الحفاظ على “شخصيته الأصلية”، مع تسليط تركيز الأشخاص على فنه.
وقال والاس: “أعتقد أننا تحت ضغط مجتمعي لإظهار الجانب الجيد فقط في حياتنا، بينما أستطيع التعبير في عملي عن بعض مشاعري السلبية التي تجعلني أشعر بعدم الارتياح”.
وباستخدام مزيج من التصوير الفوتوغرافي للفنون الجميلة والواقع المعزز، يدمج والاس العالمين الحقيقي والافتراضي لتحقيق أحلامه.
ويقول والاس إنه استوحى أعماله أيضاً من الرسوم المتحركة اليابانية “Mob Psycho 100″، والتي تستخدم صوراً تشبه الصورة الظلية في أحلامه.
وأوضح والاس: “التعامل مع المساحات الفارغة يعني أيضاً التعامل مع لوحة قماشية فارغة، لذلك يمكنني تزيينها بقدر ما أريد”، مضيفاً أنه “يمكنه التصوير ليلاً أو نهاراً، ثم تضمين عناصر مرئية إضافية رقمياً مثل الضوء أو الدخان”.
وشارك والاس في مهرجان جنوب أفريقيا الوطني الافتراضي للفنون 2020، وذلك من خلال إنشاء تأثيرات الوجه.
ويُذكر أنه قام أيضاً بتقديم معرض على الإنترنت بعنوان “رحلة أفريديليك: وجوه من حقائق مختلطة”، والذي يعود لمهرجان “فاكوجيسي” للابتكار الرقمي الأفريقي.
وعندما تسبب الوباء بإغلاق صالات العرض في جميع أنحاء البلاد، استضاف والاس معرضه الخاص عبر الإنترنت بعنوان “داخل/ خارج”، حيث دعا فنانين بصريين آخرين من جنوب أفريقيا لعرض أعمالهم.
وفي اليوم الأول وحده، قال والاس إن الحدث اجتذب حوالي 5 آلاف مشاهد.
وبذلك، نجح والاس في توسيع نطاق جمهور فنه، مع المساعدة في تسليط الضوء على الفنانين الرقميين الأفارقة الآخرين.
وقال: “الزمن يتغير.. يتطلع الناس إلى الاستثمار في العالم الافتراضي بدلاً من المساحات الموجودة على أرض الواقع”.