يبدو أن متحور “دلتا” في طريقه ليصبح السلالة المهيمنة لفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، مما يثير مخاوف من أن تفشي المرض قد يصيب الأشخاص غير المحصنين هذا الخريف.
وأظهرت دراسة جديدة أن متحور “دلتا” يرتبط تقريبًا بخطر مضاعف لدخول المصابين به للمستشفى بالمقارنة مع متحور “ألفا”.
وأصبح متحور “ألفا” (B.1.1.7)، وهو أكثر عدوى من السلالة الأصلية لفيروس كورونا المستجد، السلالة المهيمنة في الولايات المتحدة هذا الربيع.
ولكن خبراء الصحة قلقون من أن متحور “دلتا” يمكن أن يتفوق على متحور “ألفا”، إذ يبدو أن الأول أكثر قابلية للانتقال وقد يسبب مرضًا أكثر خطورة لمن لم يتلقوا التطعيم.
وفي الوقت الحالي، يمكن أن يُعزى ما نسبته 10% من حالات كوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى متحور “دلتا”.
وقال سكوت جوتليب، المفوض السابق لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في مقابلة يوم الأحد، إن هذه النسبة تتضاعف كل أسبوعين.
وأوضح جوتليب أن المتحور “دلتا” من المحتمل أن يكون هو السلالة المهيمنة لفيروس كورونا في الولايات المتحدة، وقال: “أعتقد أنه في أجزاء من البلاد حيث يكون لديك نسب تطعيم أقل، خاصة في أجزاء من الجنوب، هناك خطر من رؤية تفشي هذا المتحور الجديد”.
وفي حين أن نسبة 52.4% من الأمريكيين قد تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، فإن نسبة 43.4% فقط تلقوا التطعيم بالكامل، وفقًا للبيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويمكن أن يشكل المتحور “دلتا” خطرًا على الولايات المتأخرة في تطعيمات كوفيد-19، ولكن الخبر السار هو أن الأمريكيين يمكنهم درء الخطر من خلال التطعيم.
وتشير الدراسات إلى أن أولئك الذين تلقوا التطعيم بالكامل لديهم حماية ضد متحور “دلتا”.
وقال جوتليب “لدينا الأدوات للسيطرة على هذا والتغلب عليه”. “نحتاج فقط إلى استخدام هذه الأدوات”.
ويُظهر بحث جديد أن متحور “دلتا” قد يؤدي إلى مزيد من حالات الدخول المصابين به إلى المستشفى.
وتم ربط المتحور “دلتا”، المعروف برقمه التسلسلي “B1.617.2″، ,والذي اكتشف لأول مرة في الهند، بخطر دخول المستشفى مضاعف مقارنة بمتحور “ألفا” الذي اكتشف لأول مرة في المملكة المتحدة، وفقًا للنتائج الأولية لدراسة اسكتلندية نُشرت يوم الإثنين في مجلة “ذا لانسيت” الدورية.
وكان المتحور “ألفا” السلالة المهيمنة في المملكة المتحدة. ولكن في الأسبوع الماضي، صرح وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أن المتحور “دلتا” قد استحوذ على زمام الأمور، وهو ما يشكل نسبة 91% من الحالات الإصابة الجديدة في المملكة المتحدة.
ووجدت الدراسة أنه بين شهري 1 أبريل/ نيسان و6 يونيو/ حزيران، كانت هناك 19،543 حالة إصابة و377 حالة دخول إلى المستشفى، ومن بين هؤلاء، كانت 7،723 حالة إصابة و134 حالة دخول إلى المستشفى ناجمة عن متحور “دلتا”.
وتشير النتائج المبكرة إلى أن جرعتين من لقاح فايزر/ بيونتك تحمي من متحور “دلتا”، ولكن قد يكون ذلك بمستوى حماية أقل بالمقارنة مع متحور “ألفا”.
ووُجد أن لقاح فايزر/ بيونتك يوفر حماية بنسبة 79% ضد العدوى من متحور “دلتا”، مقارنة بنسبة 92% ضد متحور “ألفا”، في الحالات المجتمعية بعد أسبوعين على الأقل من تلقي الجرعة الثانية.
ووجدت الدراسة أن لقاح أسترازينيكا/ أكسفورد، الذي يستخدم في المملكة المتحدة ولكن ليس في الولايات المتحدة، يوفر حماية بنسبة 60% ضد الإصابة بمتحور “دلتا”، مقارنة بنسبة 73% من الحماية ضد متحور “ألفا”.
وجاء في بيان صحفي أن “تأثير اللقاح المنخفض قد يعكس أن تطوير المناعة مع أكسفورد أسترازينيكا يستغرق وقتًا أطول”.
وحث فريق البحث على توخي الحذر عند مقارنة اللقاحات بسبب طبيعة الدراسة الرصدية.
وقال البروفيسور عزيز شيخ، مدير معهد أوشر بجامعة إدنبرة: “لذلك من المهم حقًا، عند تقديم جرعات ثانية، أن يأخذها الناس لحماية أنفسهم وتقليل انتقال العدوى في المنزل والمجتمع”.