في مزرعة ريفية مُنتجة لسائلٍ ذهبي ثمين في مدينة الصويرة المغربية، ستتمكن من استكشاف سحر الحياة البسيطة، والمفقودة بسبب نمط حياتنا اليومية المزدحم بالمسؤوليات.
ونشأت “Consciously Connected Travel” بهدف دمج السفر، مع رد الجميل للمجتمعات التي ترحب بالزوار، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للشركة السياحية عبر الإنترنت.
وتوفر إحدى التجارب التي تقدمها الشركة فرصة لتذوق متعة الحياة البطيئة بمزرعة في مدينة الصويرة الساحلية، واستكشاف العملية وراء إنتاج “ذهب الصحراء” الشهير، أي زيت الأركان.
شجرة متعددة الأغراض
وقالت المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة “Consciously Connected Travel”، إنغريد أسوني، في مقابلة “يعرف الجميع عن زيت الأركان، ولكن لا يبدي أي شخص حقاً التقدير للأشخاص الذين يحصدونه، ويزرعونه”.
وكجزء من التجربة، يقضي الزوار عدّة أيام في كوخ تُحيط به مساحات مفتوحة شاسعة بمزرعة لأشجار الأركان في قلب الصويرة مع المزارعين أنفسهم.
وخلال هذه الفترة، يتعرف الزائر على مختلف مراحل صناعة زيت الأركان، بدءاً من كيفية البحث عن نوعية الثمار المطلوبة، وكيفية زراعتها، واستخراج الزيت منها، ودمجها في مختلف المنتجات.
زيت ذهبي
وفي الماضي، غطت أشجار الأركان منطقة شمال أفريقيا بأكملها، ولكن، انخفضت أعدادها بسرعة بسبب الرعي الجائر، وإزالة الغابات.
وليست هذه الأشجار، التي تخضع لحماية منظمة اليونسكو، مهمة من الناحية الاقتصادية فقط، بل من الناحية البيئية أيضاً.
واستُخدم زيت الأركان المستخرج من تلك الأشجار لعدة قرون من قبل السكان المحليين للأغراض الطبية، والطهي.
وأصبح هذا السائل الذهبي، الغني بمضادات الأكسدة، وفيتامين “E”، معروفاً بسوق مستحضرات التجميل العالمية.
ويمتلك الزيت خصائص ملطفة، ومضادة للشيخوخة، وهو مفيد للشعر، والجلد.
وبشكل عام، يمتلك البربر مزارع أشجار الأركان، وأشارت أسوني إلى أنهم لا يبدون استعداداً للانخراط في المجتمع المغربي الحديث، وهم لا يزالون يقيمون في الجبال، أو المناطق النائية.
ولذلك، أرادت أسوني تقديم تجربة سياحية من شأنها دعم المجتمعات التي تلعب دوراً كبيراً في الاقتصاد المغربي.
وأشار الموقع الرسمي لـ”Consciously Connected Travel” إلى أنها تتبرع بنسبة من أرباحها لمشروع محلي، أو مؤسسة خيرية، أو المجتمع عند تنظيم رحلات أو تجارب للعملاء.
سحر الحياة البسيطة والبطيئة
وخلال هذه التجربة في المغرب، لن تتعلم عن شجرة الأركان المتعددة الأغراض فقط، بل ستحصل أيضاً على “تجربة حياتية بطيئة على العديد من المستويات”، بحسب ما ذكرته أسوني.
وسيتمكن الزائر من التفاعل مع حيوانات المزرعة، والانخراط في تجارب بسيطة ولكنها قد تكون مفقودة، وخصوصاً لسكان المدن، مثل اختيار البيض الذي ستتناوله على الإفطار مع الطاهي، أو حتّى قطف الأعشاب في الحديقة، ورؤية المكونات التي ستكون جزءاً من وجبتك القادمة.
وقالت أسوني: “يتمحور الأمر حول الحضور، والتواجد في قلب التجربة”.
ولدى سؤالها عن ردود فعل الزوار الذين خاضوا التجربة في المزرعة، أكدت أسوني قائلةً: “هم لا يرغبون المغادرة”.