حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أن “استهداف” السلطات المصرية للناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان “يهدد استقرار ومصر وازدهارها”، وذلك بعد إعلان المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية حسام بهجت، عن إحالته للمحاكمة بتهم تتعلق بنشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان بهجت قد قال عبر حسابه على فيسبوك إن “النيابة قررت إحالتي للمحاكمة في قضية إهانة هيئة الانتخابات بثلاثة جرائم هي إهانة هيئة نظامية، ونشر شائعات كاذبة تفيد بتزوير نتيجة الاستحقاق الانتخابي، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في ارتكاب جرائم”، مضيفًا أن تاريخ بدء المحاكمة في 7 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، في بداية الموجز الصحفي اليومي للوزارة ، إن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء استمرار الاعتقالات وقرارات الاتهام والمضايقات التي يتعرض لها قادة المجتمع المدني المصري والأكاديميون والصحفيون، بما في ذلك توجيه الاتهام إلى المدير العام للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية حسام بهجت”، مضيفا أن بهجت “يتمتع باحترام كبير في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعمل المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على تعزيز وحماية الحقوق في مصر”.
وتابع برايس بالقول إن “استهداف ومقاضاة موظفي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والمنظمات غير الحكومية الأخرى، بما في ذلك المتهمون في القضية 173 (التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني بمصر)، ينتقص من حقوق جميع المصريين في حرية التعبير وتكوين الجمعيات، ويهدد استقرار مصر وازدهارها. لقد أبلغنا الحكومة المصرية بأنه لا ينبغي استهداف أفراد مثل حسام بهجت بسبب تعبيرهم عن آرائهم بشكل سلمي”.
وأشار برايس إلى تصريح وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في أبريل/نيسان الماضي، بأن “الولايات المتحدة ستقف مع المدافعين الشجعان عن حقوق الإنسان والصحفيين في جميع أنحاء العالم”. وقال: “نعتقد أنه يجب السماح لجميع الناس بالتعبير عن آرائهم السياسية والتجمع السلمي بحرية. بصفتنا شريكًا استراتيجيًا، فقد ناقشنا هذه المخاوف مع الحكومة المصرية، وسنواصل القيام بذلك في المستقبل”.
وردا على سؤال حول إمكانية تأثير ملف حقوق الإنسان على سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر ومبيعات الأسلحة، قال برايس إن “حقوق الإنسان هي قضية نثيرها باستمرار وبوضوح شديد مع شركائنا المصريين. في أول اتصال هاتفي له مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أثار الرئيس بايدن قضية حقوق الإنسان. كما تحدث الوزير بلينكن مع نظيره المصري في عدد من المناسبات، وقد ظهرت حقوق الإنسان في تلك المناقشات”.
وأضاف: “التقى الوزير بلينكن بالرئيس السيسي في القاهرة. كانت حقوق الإنسان على جدول الأعمال في تلك المناقشة أيضًا… وكان الرئيس بايدن حتى قبل توليه منصبه واضحًا للغاية كمرشح أنه حتى عندما يتعلق الأمر بأقرب شركائنا الأمنيين، فإننا لن نتغاضى عن حقوق الإنسان باسم الأمن والاستقرار وأي مصالح أخرى قد تكون لدينا”.
وتابع برايس بالقول إن “قيمنا ومصالحنا لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا، وهذه الإدارة ليست مستعدة للتضحية بأحدهما من أجل الآخر. لذا، بالطبع، لن أستبق ما وصلنا إليه فيما يتعلق بأي علاقة ثنائية أو أي تمويل أو إعلانات مساعدة، لكن حقوق الإنسان في جميع المجالات هي شيء ننظر إليه عن كثب في اتخاذ تلك القرارات”.