أكد المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، اليوم الاربعاء، أن خروج القوات الأجنبية من كامل الأراضي العراقية واحترام سيادة العراق واستقلاله ومصالحه العليا يجب أن تتصدر ملفات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة .
جاء ذلك في بيان أصدره المجلس الأعلى الخميس ١١/٦/٢٠٢٠ بمناسبة انطلاق الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي .
وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
إنطلاقا من مبادئه وثوابته الشرعية والوطنية ، ومرتكزاته الأساسية في العمل السياسي وفي مقدمتها المحافظة على سيادة واستقلال العراق ومصالح الشعب العراقي العليا ، يؤكد المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وبمناسبة بدء الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة إن الثوابت الوطنية المتمثلة بخروج القوات الأجنبية من كامل الأراضي العراقية واحترام سيادة العراق واستقلاله ومصالحه ينبغي أن تتصدر ملفات الحوار الاستراتيجي الذي نرى أن فرص نجاحه تعتمد على مدى إلتزام الوفد العراقي المفاوض بالثوابت الوطنية ومصالح العراق الاستراتيجية وعليه يجب أن يكون موضوع خروج القوات الأجنبية نقطة الارتكاز في المفاوضات وذلك استنادا الى قرار مجلس النواب الصادر في ٥ كانون الثاني ٢٠٢٠ ، وقرار السلطة التنفيذية ، والإرادة الشعبية التي تجسدت في المظاهرات المليونية التي طالبت بخروج القوات الأجنبية .
إننا على ثقة بأن رئيس وأعضاء الوفد العراقي سيضعون كل هذه القضايا نصب أعينهم وإن جماهير الشعب تنتظر منهم أن يؤدوا هذه المهمة بنجاح وبشعور عال بالمسؤولية الوطنية ، وفي حال حصول أي إخفاق وفشل ، فإنهم يتحملون مسؤولية ذلك أمام الشعب ومجلس النواب والسلطة التنفيذية .
ونؤكد هنا أهمية أن يكون مجلس النواب هو المراقب لمسار الحوار وذلك من خلال اللجان المختصة فيه.
ونرى أهمية إشراك شخصيات عسكرية وأمنية بالوفد العراقي مادام أن قضية خروج القوات الأجنبية تشكل محور المفاوضات .
أننا وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا وشعبنا نحذر من مغبة الالتفاف على قرار مجلس النواب والإرادة الشعبية العراقية ، وعلى قوات التحالف أن تدرك حساسية وخطورة هذه القضية ، وإن أي اصرار بعدم الانسحاب سيمثل تجاوزا على السيادة العراقية وخرقا للمواثيق والاتفاقات الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول ، وسيرسل إشارات سلبية للشعب العراقي الذي يرى أن سيادته ستكون ناقصة بدون خروج هذه القوات .
إن اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة في عام ٢٠٠٨ ترتب على الجانب الأمريكي جملة التزامات بنبغي عليه الوفاء بها ومنها اعترافها بحق الحكومة العراقية في ان تطلب خروج القوات الأمريكية من العراق في أي وقت، وكذلك أي تعاون ثنائي بين البلدين يجب أن يبنى على أساس الاحترام الكامل للسيادة وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ، ونأمل أن يقوم الوفد العراقي بتذكير الجانب الأمريكي بهذه الالتزامات .
إن إقامة علاقات تعاون وصداقة بين العراق ودول العالم وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والصحية وغيرها أمر ضروري ومهم شرط أن لايمس ذلك بالسيادة الوطنية ولا بالمصالح العليا للشعب العراقي