عندما يقرر الطلاب أخذ عام فاصل بين المدرسة الثانوية والجامعة، فعادة ما يكون ذلك لاكتساب بعض الخبرة والادخار قبل الكلية.
لكن ما فعلته زارا رذرفورد كان مختلفًا عن معظم الناس.
ففي 18 أغسطس/ آب، تنطلق الشابة البالغة من العمر 19 عامًا في رحلة العمر، التي يصل طولها إلى 32 ألف ميل حول العالم. والمفاجأة أنها طارت بنفسها!
تقول رذرفورد، وهي تحمل الجنسية البريطانية البلجيكية معًا: “إنه حلم رأيته منذ فترة طويلة حقًا، لكنه لطالما بدا أنه غير واقعي.. عندما قررت أن آخذ عامًا فاصلًا قبل الجامعة، أدركت أن لدي كل هذا الوقت، ربما أفعل شيئًا مجنونًا به”.
تحلق في طائرة Shark خفيفة الوزن، والتي تقول إنها أسرع طائرة خفيفة الوزن في العالم. وتأمل رذرفورد في تحقيق الرقم القياسي لأصغر امرأة تسافر بمفردها حول العالم، وإلهام المزيد من الفتيات والنساء للالتحاق بمهن في العلوم والطيران.
52 دولة في شهرين
ولا تعد رذرفورد جديدة في عالم الطيران، حيث عمل كلا والديها في هذا المجال.
وكانت تتعلم رذرفورد الطيران منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها، رغم أنها بدأت دروس الطيران الرسمية وحصلت على أول رخصة لها في عام 2020.
ومع أكثر من 80 ساعة طيران تم تسجيلها رسميًا، ومئات أخرى غير محسوبة، تصف رذرفورد تجربتها في الطيران بأنها “الجودة مقابل الكمية”.
وبالطبع، اكتسبت خبرة إضافية بمساعدة والديها في نقل الطائرات بين المواقع. وفي إحدى الرحلات، ساعدت والدها في نقل طائرة من الولايات المتحدة إلى الأردن.
وتضيف: “لقد رأيت بالفعل جزءًا صغيرًا من المسار، لذلك أنا أعرف ما أتوقعه”.
ابتداءً من بلجيكا، تسافر رذرفورد غربًا عبر 52 دولة وخمس قارات، عابرة خط الاستواء مرتين – الأولى في توماكو، كولومبيا، ومرة أخرى في جامبي، إندونيسيا. ويعد هذا جزءًا من متطلبات موسوعة غينيس لرحلة حول العالم.
وكانت الرحلة، التي استغرقت شهرين، ممولة ذاتيًا، حيث باعت المراهقة سيارتها لدفع ثمنها، إضافة إلى البحث عن رعاة.
التأثير البيئي
وبينما تقول رذرفورد إن إجمالي الوقود لرحلتها يعادل المبلغ الذي تستخدمه طائرة بوينج 747 في 10 دقائق، فإنها تنفق 600 يورو ( أي 710 دولارات) على مشاريع غرس الأشجار لتعويض بصمتها الكربونية.
المرأة في مجال الطيران
تعد زيادة وعي المرأة في مجال الطيران هو جزء أساسي من مهمة رذرفورد. ووفقًا للجمعية الدولية لرائدات الخطوط الجوية (ISA)، فإن 5.1 ٪ فقط من طياري الخطوط الجوية حول العالم من النساء، أي أقل بكثير من العديد من المهن الأخرى في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتقول رذرفورد: “5٪ عدد صغير جدًا، مع الأخذ في الاعتبار أنها مهنة تجني فيها الأموال أساسًا مقابل السفر حول العالم.. من الواضح أنه عمل، لكنه أيضًا عمل رائع بفرص مذهلة”.
وفي الوقت الحالي، شايستا وايز هي أصغر طيارة تسافر بمفردها حول العالم في طائرة ذات محرك واحد، والتي كانت تبلغ من العمر حينها 30 عامًا.
وتقول رذرفورد: “أعتقد أنه من خلال رؤية نساء أخريات في مجال الطيران وفي علوم الكمبيوتر وفي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإن ذلك يجعل الأمر طبيعيًا أكثر بكثير”.
ومن بين الأشياء التي تجعل الرحلة ممكنة هي طائرة راذرفورد الخفيفة “Microlights”، التي تكون ذات مقعد واحد أو مقعدين، وتستخدم للترفيه أو النقل الشخصي.
وإذا أكملت رذرفورد رحلتها، فستدعي أيضًا أنها تحمل الرقم القياسي لأصغر شخص يسافر حول العالم بمفرده في طائرة خفيفة الوزن.