رأى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنّ “قضية الوعي بمفهومها الشامل هي القضية الأهم” التي يمكن تناولها من خلال الفن، وبدا أكثر تحديداً في الحديث عن “الوعي بالدين”، قائلاً: “حد يعرف إننا المفروض نعيد صياغة فهمنا للمعتقد اللي إحنا مشينا عليه”.
وأتى حديث الرئيس المصري في مداخلة هاتفية لبرنامج “صالة التحرير”، خلال استضافة البرنامج لعبدالرحيم كمال مؤلف مسلسل “القاهرة : كابول”، قال فيها: “كلنا ولدنا المسلم مسلم، وغير المسلم غير مسلم بالبطاقة التي ورثها”، ودعا إلى التفكير في ذلك دون خوف.
وعبرّ الرئيس السيسي في بداية مداخلته عن إعجابه، بما أشار إليه الكاتب عبدالرحيم كمال في حواره مع الإعلامية عزة مصطفى عن ضرورة تجديد “الخطاب الروحي”، وأعرب عن استعداده لدعم كمال بعمل فني “على مستوى الدولة”، حتى “لوكان الربح عائق أمام إنتاج مثل هذا العمل”، وطلب منه أن يحشد فيه: “كل الموهبة، وكل الفهم، وأن يخرج في أسرع وقت ممكن”.
وردّ الرئيس المصري على استعداد الكاتب عبد الرحيم كمال لتقديم هذا العمل مجانًا، بأنه لا يطلب منه تقديم أي شيء بالمجان، وأشاد بوعيه وثقافته، وأكد مجددًا على دعمه لأي عمل فني يستهدف “بناء الوعي الحقيقي، بما فيه الوعي الديني”، لتحصين الصغار والشباب في مصر: “ويبقوا فاهمين أوي الدنيا، حواليهم عاملة ازاي”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها الرئيس المصري لأهمية الأعمال الفنية المصرية، حيث أثنى خلال رمضان الماضي على دورها في إبراز “التضحيات التي قدمها شهداء الوطن من الجيش والشرطة”، مؤكدا ضرورة زيادة مثل هذه الأعمال الدرامية، والتي أنتجتها “المتحدة للخدمات الإعلامية” خلال الموسمين الدراميين الماضيين، وهي “الاختيار” بجزأيه الأول والثاني، و”هجمة مرتدة”، و”القاهرة : كابول”، وقالت إنها تخوض من خلالها ما وصفته بـ “معركة الوعي”.
وعاد مسلسل “القاهرة – كابول” من تأليف الكاتب عبد الرحيم كمال وإخراج حسام علي إلى واجهة الحديث في مصر، بالتزامن مع إعادة عرضه بعد عودة حركة طالبان لحكم أفغانستان في مشهدٍ أذهل العالم، ومنهم من وجد فيه “قراءة للتاريخ”، خاصة فيما يتعلق بطبيعة علاقة أمريكا بـ “التنظيمات المتطرفة”.
وقال الكاتب عبدالرحيم كمال في حواره مع الإعلامية عزة فهمي إنه لم يكن هناك نية لإنتاج جزء ثانٍ من العمل، رغم أن مشهد الختام يؤكد أنّ “اللعبة مستمرة للأبد”.