أعلن الجيش المصري، يوم الجمعة، مقتل ضابطي صف وإصابة جندي بقوات حفظ السلام المصرية في مالي “إثر انفجار عبوة ناسفة خلال تنفيذ إحدى المهام”.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، في بيان عبر صفحته على فيسبوك: “تُنعى القوات المسلحة شهداء الواجب بقوات حفظ السلام المصرية بدولة مالي إثر انفجار عبوة ناسفة أثناء تنفيذ إحدى المهام”، وأضاف: “أسفر الحادث عن استشهاد 2 ضابط صف وإصابة جندى من قوات حفظ السلام المصرية”، وتابع: “يجرى حاليا اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الأمم المتحدة”.
وذكر أن القوات المسلحة المصرية “تؤكد عن أن دورها في حفظ الأمن والسلم الدوليين ينبع من إيمانها التام بأهمية السلام والعيش المشترك والقضاء على الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، للصحفيين في المقرّ الدائم بنيويورك عن مقتل الجنديين المصريين إن “عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت في مركبتهما خارج مدينة دونزا في منطقة موبتي، كما أصيب جنديان آخران بجراح في الهجوم”.
وأضاف: “الأمين العام يدين هذا الهجوم الجديد على حفظة السلام التابعين لنا الذين يؤدون ولايتهم في مالي التي مُنحت لهم من قبل مجلس الأمن في ظروف صعبة للغاية”، بحسب موقع الأمم المتحدة.
وتابع أن هذه الحادثة هي السادسة من نوعها التي تتعرض فيها قافلة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة للهجوم منذ 22 مايو/ أيار، وتعد الهجوم الثاني المميت على قافلة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة خلال هذا الأسبوع فقط.
وقال: “تمكن زملاؤنا من تأمين المنطقة ونحاول الحصول على المزيد من التفاصيل”.
وردا على سؤال فيما إذا كان الاستهداف متعمد، قال دوجاريك: “على طول تلك الطرق في تلك المنطقة كثيرا ما توجد عبوات ناسفة بدائية الصنع. النية هي تعطيل حياة أبناء مالي وحركتهم، وزعزعة الأمن. يستخدم هذه الطرق مدنيون، وشاحنات وحافلات مدنية، ولكن أيضا قوات الأمن سواء من الجيش المالي أو حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة.”
وأضاف أن “الهدف بوضوح هو القتل وإحداث الاضطرابات، وفيما إذا كان الهجوم يستهدف بشكل خاص تلك القافلة على وجه التحديد أم لا، هو أمر لا يمكنني أن أحدده في هذا الوقت”.
وشدد على أن حفظة السلام في هذا الميدان كانوا ضحايا الأجهزة المتفجرة محلية الصنع، مرارا وتكرارا.
وردا على سؤال يتعلق بمخاطر انسحاب المزيد من الدول من تلك البعثات، قال ستيفان دوجاريك: “لم أسمع من أي جهة انسحبت خلال الساعات الـ 48 الماضية. أعتقد أن كلمة تقدير ليست قوية بما فيه الكفاية للتعبير عما نشعر به إزاء تلك الدول الأعضاء التي تواصل تزويد البعثات بعدد كبير من حفظة السلام حول العالم، في أماكن فيها القليل من السلام للحفاظ عليه، والقليل من الإرادة السياسية من الأطراف للسعي إلى السلام”.
وأضاف أن “مالي كانت من أكثر البعثات المتضررة: مصريون وأردنيون و تشاديون، وغيرهم، ممن خسروا حياتهم من أجل شعب مالي ومن أجل قضية السلام، ونحن ممتنون للأبد لدعمهم المتواصل”.
وتعيش مالي الواقعة في غرب قارة إفريقيا، في أوضاع أمنية غير مستقرة، وسط نشاط لحركات انفصالية ومتطرفة في شمال البلاد منذ سنوات.
وفي فبراير/ شباط، انسحبت قوات فرنسية من مالي مع تفاقم التوتر بين فرنسا والمجلس العسكري الذي يقود البلاد منذ انقلاب مايو/ أيار 2021، بينما تتحدث تقارير غريبة عن استعانة مالي بخدمات مجموعة “فاغنر” الروسية.