في الولايات المتحدة، دخل الأمريكيون عطلة يوم الذكرى (30 مايو) بمعدل عدد إصابات بفيروس كورونا يقارب 5 أضعاف ذلك المسجل بالفترة ذاتها، العام الماضي.
وتستمر الإصابات بفيروس كورونا بالارتفاع في معظم أنحاء البلاد بسبب متحور BA.2.12.1 شديد الانتشار.
إذن، هل يجب على الأشخاص إعادة النظر بخطط السفر التي وضعهوها لهذا الصيف، وسط تسجيل ارتفاع بحالات الإصابة بفيروس كورونا؟ وما الاحتياطات التي يتوجّب عليهم اتخاذها؟
ماذا عن أولئك الذين يعانون من حالات طبية أساسية، وما هي النصيحة الفضلى للعائلات الذين لديهم أطفالًا تقلّ أعمارهم عن 5 أعوام، وما برحوا غير مؤهلين لتلقي اللقاح؟
وتجيب المحللة الطبية ، الدكتورة لينا وين، طبيبة الطوارئ والأستاذة الزائرة بكلية الصحة العامة في معهد ميلكن بجامعة جورج واشنطن، على هذه الأسئلة العديدة حول السفر بأمان وسط جائحة “كوفيد-19”.
إصابات كوفيد آخذة في الارتفاع مرة أخرى، فهل هذا يعني أنّ على الناس إلغاء رحلاتها المخططة لها لهذا الصيف؟
الدكتورة لينا وين: ليس بالضرورة، قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين يرغبون بإعادة تقييم خطط السفر الخاصة بهم، ويجب على الجميع التفكير بالحالات الطارئة، لكنني لا أعتقد أنه يجب على معظم الناس إلغاء رحلاتهم الصيفية.
طوال فترة الجائحة، قدمت النصائح بناءً على عوامل الخطر لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض خطيرة، بالإضافة إلى قدرة تحملهم لتلك المخاطر.
وبالنسبة لأولئك الذين يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام، وتلقوا التطعيم بالكامل والجرعات المعززة، فهم أقل عرضة للإصابة بأمراض خطيرة جراء كوفيد-19.
ومن المنطقي أن يستأنف هؤلاء الأشخاص أنشطة ما قبل الجائحة، ضمنًا السفر.
رغم ذلك، لا تزال هناك فرصة ضئيلة أن يصابوا بمرض شديد، ولا تزال الأعراض طويلة المدى الناجمة عن فيروس كورونا ممكنة.
من ناحية أخرى، سيكون هناك العديد من الأشخاص الذين ما زالوا يفضلون توخي الحذر.
والخبر السار هو أن هناك أيضًا العديد من الأدوات المتاحة اليوم، التي لم تكن متاحة في المراحل الأولى من الجائحة، على سبيل المثال، هناك حبوب مضادة للفيروسات التي تخفّف من إمكانية الإصابة بأمراض خطيرة.
وبالطبع، فإن التأكد من تلقي اللقاح بالكامل ومواكبة الجرعات المعززة يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالأمراض الشديدة والعدوى المصحوبة بعوارض.
ما هي بعض العوامل التي يجب على الناس أخذها في الاعتبار عند اتخاذ قرار بتأجيل السفر؟
وين: من المهم إلقاء نظرة على المخاطر الطبية الخاصة بك لتفادي الإصابة بمرض خطير بسبب “كوفيد-19″.
أنصح بالتحدث مع طبيبك لتقييم ظروفك الفردية بشكل أفضل.
هذا لا يعني أن الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية أساسية لا يفترض بهم السفر، بل يجب أن يكونوا ملمين بالمخاطر الخاصة بهم ثم يوازنون بينها وبين أهمية الرحلة بالنسبة لهم.
وإذا كنت قد أصبت بـ”كوفيد-19″ خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، فإن فرص الإصابة بالعدوى متدنية.
من ناحية أخرى، إذا أصبت بالعدوى عام 2020، ولم تتلقّ التطعيم، فيجب عليك تلقي اللقاح من أجل ضمان الحماية المثلى.
كما يجب على المؤهلين للحصول على الجرعة المعززة تلقيها قبل السفر.
من ناحية أخرى، ضع في اعتبارك أيضًا ما هي خطتك في حال أصبت بكوفيد-19 أثناء رحلتك، ما يعني التفكير بالرعاية الطبية، وإمكانية الوصول إلى العلاج الذي تحتاجه، ضمنًا الحبوب المضادة للفيروسات، والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وريمديسفير.
وقامت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بتصنيف الدول وفق مستوى خطر التفشي لـ”كوفيد-19”.
ما هي الاحتياطات على الناس اتخاذها خلال السفر؟
وين: يعد التأكد من تلقي اللقاح ومواكبة الجرعات المعززة أمرًا مهمًا.
إذا كنت تعاني من نقص المناعة، اسأل طبيبك إذا كنت مؤهلاً لتلقي عقار إيفوشيلد، وهو الجسم المضاد الوقائي الذي يمنحك مستوى إضافيًا من الحماية.
ويعد ارتداء الكمامة إجراءًا وقائيًا رئيسيًا آخر، ورغم أن معظم شركات الطيران والمطارات لم تعد تطلب ارتداءها، إلا أنها تظل دائمًا خيارًا متاحًا لسلامتك، إذ أن وضع كمامة عالية الجودة، مثل كمامة N95 أو KN95 أو KF94، فعال للغاية في حماية مرتدي الكمامة.
وأوصي بالاستمرار في وضع الكمامة في الأماكن المغلقة المزدحمة، خاصة إذا كانت منطقة مصنفة عالية الخطورة لجهة تفشي “كوفيد-19”.
ويشمل ذلك ارتداء الكمامة أثناء الطيران، حتى وإن لم ترغب بارتدائها طوال الرحلة، تأكد من وضعها أثناء الصعود إلى الطائرة والنزول منها.
هل سيشعر الوالدان ومقدمو الرعاية للأطفال دون سن الخامسة ببعض الإطمئنان قريبًا؟ هل ستتمكن هذه الفئة من تلقي التطعيم في الوقت المناسب للسفر هذا الصيف؟
وين: أتمنى ذلك! إنني أتطلع بشدة إلى تحصين طفلي الصغيرين عندما يصبحان مؤهلين لذلك.
من المقرر أن تناقش إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز السيطرة على الأمراض لقاح الأطفال الصغار هذا الشهر. بحلول نهاية شهر يونيو/ حزيران الجاري، قد تحصل العائلات التي لديها أطفالًا صغار السن على جرعاتهم الأولى.
وعلى العائلات أن تقرر بنفسها إذا كانت تريد الانتظار حتى يتم تطعيم أطفالها. هذا القرار، مرة أخرى، يعتمد على الرغبة بتحمل المخاطر وقيمة هذه الرحلة.
وبشكل عام، نحن في مرحلة مختلفة تمامًا من الجائحة عما كنا عليه في هذا الوقت من العام الماضي.
لدينا العديد من الأدوات المتاحة لنا للمساعدة في حمايتنا من أسوأ آثار “كوفيد-19”.
ونظرًا لأن هذا الفيروس يبدو أنه سيكون معنا في المستقبل المنظور، نحتاج إلى أن نكون مدركين للمخاطر، بينما نستأنف أيضًا أمورًا حياتية مهمة لصحتنا النفسية ورفاهيتنا.