هل سمعت عن أمثولة يتداولها البعض ومفادها أن السخونة الشديدة للعيون الكبريتية تسمح بسلق الدجاج كاملًا؟ وقرّر مدون السفر المصري، محمد شاهين، أن يتحقق من مدى صحة هذا المعتقد بواحة الفرافرة في مصر.
وتنتشر في مصر مئات العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المعدنية والكبريتية، بحسب ما ذكره موقع الهيئة العامة للاستعلامات في مصر.
وتختلف هذه الآبار في العمق والسعة ودرجة الحرارة، حيث تتراوح ما بين 30 و73 درجة مئوية.
وبدوره، حرص شاهين على وضع جهاز الثيرمومتر في حوزته لقياس درجة حرارة الماء، ومعرفة عدد الساعات التي قد يستغرقها الدجاج لسلقه كاملًا.
ووصلت درجة حرارة الماء حينها إلى 45 درجة مئوية.
وبينما يستغرق سلق الدجاج حوالي ساعة في حلة مغلقة على الغاز، إلا أنه تطلب أكثر من ذلك في العين الكبريتية
وفي غضون ذلك، قرّر شاهين السباحة في أحد العيون الكبريتية حتى يحين موعد استواء الدجاج كاملًا.
ولكنه نوه إلى أهمية معرفة المخاطر التي قد تتعرض لها عند السباحة.
وأوضح مدون السفر المصري أن استنشاق غاز الكبريت لمدة طويلة، وهو يخرج من العيون الكبريتية، قد يُشعرك بالدوار والغثيان.
وقال شاهين، عبر قناته على “يوتيوب”: “الموضوع ليس مزحة.. إذا كنت وحدك، يمكن أن تشعر بالدوار والغثيان، كما يمكن أن تفقد وعيك، مع انخفاض ضغط الدم”.
ولم يستطع شاهين البقاء لفترة طويلة في العين الكبريتية بسبب سخونتها مع ارتفاع درجة حرارة الجو.
وبذلك، يميل الزوار عادة إلى خوض مثل هذه التجارب في فصل الشتاء ليلًا.
وبعد مرور حوالي 5 ساعات، نجحت تجربة شاهين أخيرًا. ولكن، لم يكن طعم الدجاج لذيذًا لأنه فقد عُصارته أثناء سلقه.
وإذا لم تكن تفكر أيضًا بتجربة سلق الدجاج في هذه العيون الكبريتية، فربما عليك زيارتها بهدف الاستمتاع والاسترخاء.
وبحسب ما ذكره موقع الهيئة العامة للاستعلامات، فإن العيون الكبريتية والمعدنية في مصر تتميز بتركيب كيميائي فريد، والذي يفوق في نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية في العالم.
وقد أثبتت التحليلات المعملية احتواء الكثير من هذه الينابيع الطبيعية على أعلى نسبة من عنصر الكبريت، مقارنة بالآبار المنتشرة فى شتى أنحاء العالم.
وتحتوي هذه المياه الطبيعية على عدة أملاح معدنية، وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية، مثل كربونات الصوديوم، ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية، مثل المغنسيوم والحديد.
وأظهرت القياسات المعملية ملاءمة نسبة الملوحة في هذه الموارد المائية الطبيعية للأغراض الاستشفائية.
وتقع واحات الفرافرة على بعد 320 كيلومترًا شمال غرب الواحات الداخلية و200 كيلومترًا جنوب الواحات البحرية، وهي أصغر وأبعد الواحات المصرية الموجودة بالصحراء الغربية.
وتعتمد بشكل رئيسي على زراعة النباتات التالية: التمر، والنخيل، وعباد الشمس، والجوافة، حيث تمثل هذه النباتات أغلبية الإنتاج الزراعي.