ظل رد الغرب خلال 6 أشهر من الحرب الروسية على أوكرانيا قويا وموحدا إلى حد كبير، وهو ما أثار دهشة الكثيرين
ونجح التحالف عبر الأطلسي في التكاتف لتقديم الدعم المالي والأسلحة لكييف، والتوصل إلى اتفاقيات لوقف استخدام الطاقة الروسية، وتطبيق عقوبات تهدف إلى ضرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورفاقه.
ومع ذلك، مع وصول الحرب إلى نصف عامها، يشعر المسؤولون في جميع أنحاء أوروبا بالقلق من أن الإجماع قد ينهار مع دخول القارة في شتاء قاتم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والطاقة المحدودة لتدفئة المنازل، والاحتمال الحقيقي لحدوث ركود.
وتحدث مسؤولون ودبلوماسيون غربيون إلى شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن تحفظات حساسة بين الحكومات.
ففي اتجاه محتمل لمزيد من الإجراءات الصارمة المقبلة، أطفأت برلين الأنوار التي تضيء المعالم الألمانية من أجل توفير الكهرباء، بينما طُلب من المتاجر الفرنسية إبقاء أبوابها مغلقة أثناء تشغيل مكيف الهواء، وإلا ستواجه غرامة.
وقد يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي استحوذ على مخيلة الغرب وضغط على الدول لدعم مجهوده الحربي، صعوبة أكبر في جذب انتباه زملائه القادة الأوروبيين مع استمرار الصراع.
وقال كير جايلز، من مؤسسة تشاتام هاوس للأبحاث: “قد يكون هذا هو السبب في أن زيلينسكي قال إنه يريد انتهاء الحرب قبل عيد الميلاد، لأن القضايا الحقيقية ستتمثل في حمل الغرب على الالتزام بوعوده على المدى الطويل”.
ويفكر المسؤولون والدبلوماسيون الأوروبيون يوميا في أزمة الوقود الشتوية حيث أن حوالي 55٪ من إجمالي واردات أوروبا من الغاز في عام 2021 من روسيا.
كما أن الدول الأوروبية متعطشة أيضا إلى النفط الروسي، حيث يتجه نحو نصف صادرات النفط الروسية إلى القارة الأوروبية، وقد ذُكر أن الاتحاد الأوروبي استورد 2.2 مليون برميل من النفط الخام يوميا في عام 2021.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير، في إشارة إلى اتفاق أبرم بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن خفض استخدامها للغاز الروسي بنسبة 15٪: ” سيكون الأمر صعبا للغاية داخل الاتحاد الأوروبي ويجب أن نحاول الالتزام بوعدنا بمقاطعة روسيا عندما يتعلق الأمر بأي أرباح من الغاز ومصادر أخرى”.
ومع ذلك، يتعرض الاتفاق لانتقادات لكونه طوعي، ويخشى المسؤولون أنه عندما يحين وقت الحسم، فإن بعض دول الاتحاد الأوروبي ببساطة لن تقوم بدورها.