أوضح مركز الفلك الدولي، الاثنين، التجربة التي ستقوم بها وكالة “ناسا” والتي تهدف لدراسة اعتراض وتغيير مسار كويكب يتجه نحو الأرض.
وذكر المركز في البيان الذي وصل نسخة منه: “لأول مرة في التاريخ، سيجري العلماء فجر يوم غد الثلاثاء 27 سبتمبر تجربة لتغيير مسار أحد الكويكبات، وذلك لدراسة مدى فعالية تغيير مسار كويكب سيصطدم في الأرض ويشكل خطرا عليها. وبهذا الصدد أطلقت ناسا مسبارها الفضائي المسمى دارت وذلك اختصارا لجملة تجربة إعادة توجيه كويكب ثنائي، حيث أطلق المسبار على متن صاروخ فضائي يوم 24 نوفمبر 2021م متجها إلى كويكب يسمى دايمورفوس (Dimorphos)، وهو كويكب صغير قطره 160 متر يدور حول كويكب أكبر منه قطره 780 متر اسمه ديديمو” (Didymos) والتي تعني التوأم باللغة اليونانية”.
وأضاف المركز: “تهدف التجربة إلى تغيير مدار الكويكب الصغير من خلال اصطدام المسبار به، فحاليا يدور الكويكب الصغير حول الكويكب الكبير مرة واحد كل 11 ساعة و55 دقيقة، والمرجو من التجربة أن يؤدي الاصطدام إلى تغيير مدار الكويكب الصغير ليتجه إلى الداخل ويصبح مدارة أصغر وأسرع وبالتالي تقل مدة دورانه بثواني أو دقائق يسيرة. ولا يشكل هذا الكويكب أي خطر على الأرض، إنما تم اختياره لاعتبارات فلكية منها أنه سهل الرصد من قبل التلسكوبات الأرضية بعد الاصطدام وذلك ليمكن رصده من قبل شبكة كبيرة من المراصد الأرضية لتحديد هل نجحت التجربة أم لا. وفي حالة نجاح هذه التجربة، تصبح هذه التقنية أحد الحلول لمواجهة كويكب خطير متجه نحو الأرض”.
وتابع المركز في بيانه: “قد استغرق المسبار فترة زمنية مقدارها 10 أشهر ليصل إلى الكويكب، وسيحدث الاصطدام فجر الثلاثاء 27 سبتمبر في الساعة 03:13 صباحا بتوقيت الإمارات، وستكون سرعة المسبار لحظة الاصطدام 22 ألف كيلومتر في الساعة، وحينها سيكون الكويكب على بعد 11 مليون كيلومتر من الأرض. هذا ويبلغ قطر الكويكب الصغير 100 ضعف قطر المسبار، ومن المتوقع أن تتغير سرعة الكويكب بمقدار 01% فقط. ويلمع الكويكب الآن بالقدر 14.5، ولا يمكن الجزم بما سنراه من الأرض وقت الاصطدام، فتتراوح التقديرات من أننا سنلاحظ تغيرا كبيرا على لمعان الكويكب وقت الاصطدام إلى أننا لن نلحظ أي شيء. وسيحتاج العلماء إلى عدة أيام أو أسابيع بعد الاصطدام لرصد ودراسة حركة الكويكب الصغير الجديدة لمعرفة نجاح التجربة من عدمها”.
ولفت المركز أنه “تواصل مع المشرف على هذه المهمة، ليكون مرصد الختم الفلكي أحد المراصد العالمية التي تشارك في التحليل الفوتومتري للكويكب بعد الاصطدام لتقييم مدى نجاح التجربة، وبالفعل تم قبول مشاركة المرصد كأحد المراصد المشاركة من دولة الإمارات. حيث سيقوم مرصد الختم الفلكي بمشيئة الله برصد الكويكب لحظة الاصطدام إضافة إلى إجراء الأرصاد الفوتومترية بعد ذلك ومشاركتها مع المشرفين على المهمة. هذا ويمكن متابعة الاصطدام على الهواء مباشرة عبر تلفزيون ناسا”.