أوضحت دار الإفتاء المصرية، السبب وراء اعتبار تهادي حلوى المولد النبوي “سنة حسنة”، وذلك مع اقتراب الذكرى التي تصادف بتاريخ 8 من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقالت الإفتاء المصرية في بيان: “تهادي حلوى المولد النبوي الشريف بين الناس سُنةً حسنة، فالتهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» (موطأ مالك)..”
وتابعت: “لم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ ’للوسائل أحكام المقاصد‘”.
وكانت الإفتاء المصرية قد بتت سابقا لموضوع الاحتفال بذكرى الموالد النبوي عرضت ما اسمته بـ”الأدلة” على جواز الاحتفال بذكرى ميلاد النبي محمد قائلة إن الدليل: “سن لنا النبي صل الله عليه وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد كان النبي صل الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين، فلما سأله الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك قال ’فيه ولدت وفيه أنزل علي‘”.
وأضافت الإفتاء المصرية: “احتفل السلف وجمهور الأمة بالمولد النبوي الشريف بل ألف في استحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء وبينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل”، معددة 14 مؤلفا حول ذلك.
ويذكر أن محمد بن صالح العثيمين، مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق كان قد عقب في فتوى منشورة على موقعه الرسمي، قائلا: إن “الاحتفال بالمولد النبوي ليس معروفاً عن السلف الصالح، وما فعله الخلفاء الراشدون، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون لهم بإحسان، ولا أئمة المسلمين من بعدهم، وهنا نسأل: هل نحن أشد تعظيماً للرسول صلى الله عليه وسلم من هؤلاء؟! لا.. هل نحن أشد حباً للرسول من هؤلاء؟ لا.. فإذا كان كذلك فإن الواجب علينا أن نحذو حذوهم، وألا نقيم عيد المولد النبوي؛ لأنه بدعة”.
وأضاف: “أين الرسول صلى الله عليه وسلم منه؟ لماذا لم يقم عيداً لمولده؟ أين الخلفاء الراشدون؟ أين الصحابة؟ أهم جاهلون بهذا، أم كاتمون للحق فيه، أم مستكبرون عنه؟! كل هذا لم يكن، ولا شك أن كثيراً ممن يقيمون هذه الموالد يقيمونها عن حسن نية،”.
أما عبدالعزيز بن باز الذي شغل أيضا منصب مفتي السعودية سابقا، فقال في فتواه: “الاحتفال بالمولد النبوي غير مشروع، بل هو بدعة، لم يفعله النبي صل الله عليه وسلم ولا أصحابه، وهكذا الموالد الأخرى، لعلي أو للحسين أو لعبد القادر الجيلاني أو لغيرهم، الاحتفال بالموالد بدعة غير مشروعة”.
وأضاف: “لم يرشد (النبي محمد) أمته إلى الاحتفال، ولم يحتفل في حياته بمولده، ولا فعله الصديق ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من الصحابة، ولا في القرون المفضلة القرن الأول والثاني والثالث، وإنما أحدثه الرافضة، ثم تابعهم بعض المنتسبين للسنة”.