قال مصدران مطلعان على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، إن إيران أرسلت مدربين عسكريين إلى الأراضي التي تحتلها روسيا في شبه جزيرة القرم لتدريب وتقديم المشورة للجيش الروسي بشأن استخدام الطائرات بدون طيار (المسيرات) الإيرانية التي استخدمتها موسكو خلال حربها في أوكرانيا.
وكانت روسيا أطلقت، في الأسابيع الأخيرة، المئات من الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع من شبه جزيرة القرم لاستهداف البنية التحتية في العديد من المدن الأوكرانية، واُعتبرت الطائرات بدون طيار إشارة على تقارب متزايد بين طهران وموسكو.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، يوم الثلاثاء، إن “تعميق العلاقات بين موسكو وطهران يجب أن يُنظر إليه على أنه تهديد”، وأضاف أن الولايات المتحدة ستستمر في اتخاذ إجراءات عملية وخطوات صارمة لجعل مبيعات الأسلحة هذه أكثر صعوبة، بما في ذلك العقوبات ومراقبة أي كيانات متورطة في ذلك”.
ولم يتضح على الفور عدد المدربين الذين سافروا إلى شبه جزيرة القرم وما إذا كانوا لا يزالون هناك.
وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إنه تم إرسال “العشرات” من المدربين الإيرانيين.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه عندما بدأت روسيا لأول مرة في اختبار ونشر الطائرات بدون طيار في أوكرانيا في أغسطس/ آب، حدثت إخفاقات للعديد من الطائرات.
وكان العملاء الروس يتدربون على تشغيل تلك الطائرات داخل إيران، لكن المدربين الإيرانيين بدأوا السفر إلى شبه جزيرة القرم في الأسابيع الأخيرة لتقديم المساعدة لروسيا ومحاولة إصلاح مشاكل المسيرات.
وقدمت طهران نوعين من تلك الطائرات: طائرة “شاهد”، التي تنفجر عند الاصطدام ويصل مداها إلى ما يزيد عن 1000 ميل، وطائرة “مهاجر-6″، التي يمكنها حمل الصواريخ واستخدامها للمراقبة.
ورأى المسؤولون الأمريكيون اعتماد روسيا على هذه الطائرات الإيرانية ولا سيما طائرات “شاهد” كدليل على أن روسيا تكافح لتجديد مخزونها الأصلي من الذخيرة بعد 8 أشهر من الحرب وتطبيق العقوبات الغربية.
ونفت إيران إرسال طائرات مسيرة لروسيا.
يذكر أن صحيفة “ديلي ميرور” كانت هي أول من أورد خبرا عن وجود مدربين إيرانيين في أوكرانيا.
وفي سياق متصل، قال مسؤول أمريكي ، إن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تعتزم مناقشة نقل إيران للطائرات بدون طيار إلى روسيا في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء.
وقالت الدول الثلاث إن نقل الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع يعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 ، الذي يقيد بعض عمليات نقل الأسلحة من وإلى إيران.
ومن غير الواضح ما إذا كانوا سيثيرون هذه النقطة بالتحديد في الاجتماع أو يتحركون لإعادة العقوبات المفروضة على إيران بسبب عمليات نقل الأسلحة.