قال البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، إنه لاحظ الخطوات التي اتخذتها السعودية في الأيام الأخيرة لدعم أوكرانيا، بينما يبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن مراجعة العلاقات الأمريكية السعودية.
ويعتبر تصريح البيت الأبيض جديرا بالملاحظة لأن بايدن اتهم الرياض، في وقت سابق، بالوقوف إلى جانب روسيا بعد أن أعلنت منظمة “أوبك بلس” التي تقودها السعودية عن خفض إنتاج النفط، وهي خطوة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، ونفى المسؤولون السعوديون بشدة هذا الاتهام، لكن بايدن توعد السعودية بـ”عواقب” لهذه الخطوة، وقال مساعدوه إن الرئيس الأمريكي سيعيد التفكير في علاقات واشنطن طويلة الأمد مع المملكة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، للصحفيين، إن الرئيس الأمريكي “يواصل التفكير بشكل استراتيجي في ماهية عملية المراجعة وكيف نمضي قدما في هذه العلاقة”، لكنها أضافت أن البيت الأبيض لاحظ الخطوات الأخيرة التي تظهر وقوف السعودية إلى جانب أوكرانيا.
وتابعت: “لاحظنا منذ خفض “أوبك بلس” لإنتاجها أن السعودية صوتت ضد روسيا في الأمم المتحدة وتعهدت أيضا بتقديم 4 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار أوكرانيا ورغم ذلك هذه الخطوات لا تعوض عن خفض إنتاج النفط، لكنها جديرة بالملاحظة”.
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض: “سنراقب ما ستفعله المملكة خلال الأسابيع المقبلة، وسنبلغ مشاوراتنا ومراجعتنا”.
وتعتبر تصريحات المتحدثة أكثر تصالحية من التصريحات السابقة للإدارة الأمريكية، التي اتهمت السعودية بمحاولة “التلاعب” عن طريق اتخاذ قرار خفض إنتاج النفط.
وكان بايدن صرح خلال مقابلة مع مذيع جيك تابر بأنه يتطلع إلى اتخاذ إجراءات ضد السعودية، وقال: “ستكون هناك عواقب لما فعلوه مع روسيا”، لكن يوم الثلاثاء، قالت جان بيير إن “أحدث الخطوات (من قبل السعودية) ستؤخذ في الاعتبار أثناء إعداد بايدن للرد”.
وتابعت: “لقد كنا واضحين للغاية، إننا نلاحظ بعض الإجراءات التي اتخذوها، كما أوضحت للتو، في الأمم المتحدة وما تمكنت المملكة العربية السعودية من القيام به لمساعدة أوكرانيا، لأن هذا شيء مهم للغاية”.
يذكر أن وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قال، على هامش مشاركته في فعاليات مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” في العاصمة السعودية، الثلاثاء، إن بلاده قررت أن تتعامل بـ”نضج” تجاه توتر العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، بعد الخلاف حول قرار مجموعة أوبك بلس
وأضاف وزير الطاقة السعودي: “سنورد النفط إلى كل من يحتاج منا، ولمن واجبي التحذير من استخدام الاحتياطات الاستراتيجية”.
وقال إن استخدام احتياطات النفط الاستراتيجية قد يكون مؤلمًا خلال الأشهر المقبلة، وأشار إلى أن “الجميع يتحدث عن ركود ومن المهم التحوط للأسوأ”.
واعتبر المسؤول السعودي أن أزمة الطاقة الحالية “قد تكون الأسوأ”، وأن بلاده تتواصل مع العديد من الحكومات الأوروبية بشأنها ولضمان تلبية احتياجاتها.
وأكد أن المملكة هي أكثر مورد للنفط يمكن الاعتماد عليه، لافتا أن صادرات شركة أرامكو إلى أوروبا بلغت 950 ألف برميل نفط في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، إن العلاقات بين الملكة والولايات المتحدة “تاريخية وصلبة”، وأن واشنطن “حليف قوى” للرياض.