عندما أعلن عن الأخبار الصادمة بثبوت وجود حالة شلل أطفال في نيويورك، هذا الصيف، لجأت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها فورًا، إلى شوشانا بيرنشتاين.
وكانت الوكالة بحاجة ماسّة إلى زيادة معدل التطعيم ضد شلل الأطفال في مقاطعة روكلاند، نيويورك. ورغم أنّ برنشتاين ليست طبيبة ولا مسؤولة عن الصحة العامة، فهي بالضبط ما كانت تبحث عنه الوكالة: معلمة لقاح محلية تنتمي إلى المجتمع اليهودي الأرثوذكسي، إحدى المجموعات التي لديها معدل تطعيم متدني.
وخلال الأشهر القليلة التالية، اجتمعت برنشتاين لساعات طويلة مع مسؤولي الوكالة، ثم مزيدًا من الوقت لإعداد العروض التقديمية حول أفكار الحملات التعليمية.
ولكنها، لم تتقاض فلسًا واحدًا مقابل وقتها.
وقالت بيرنشتاين: “إذا فزت باليانصيب، فسأفعل ذلك مجانًا لأن لدي شغفًا بالصحة العامة.. لكني لا أستطيع.. اضطررت إلى تعليق مشاريع أخرى للقيام بعمل مجاني لصالح المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.. لدي عائلة وفواتير أدفعها.. كان يجب أن أقول لهم: لا أستطيع الاستمرار في فعل هذا إذا لم تدفعوا لي”.
ورغم وجود ميزانية بمليارات الدولارات، إلا أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها لا تملك سلطة من الكونغرس لتوظيف مستشارين عند نشوء حالة طارئة.
وتخطط مديرة الوكالة، الدكتورة روشيل والينسكي، لمناشدة الكونغرس بالسماح بهذا النوع من التوظيف خلال الأزمات.
وقالت إنّ “عدم قدرة الوكالة على التحرك بسرعة عند الضرورة” كان أمرًا “محبطًا”.
وأوضح الدكتور توم فريدن، الذي شغل منصب مدير الوكالة بين عامي 2009 و2017، أنه يشعر بألم والينسكي. لقد عانى من افتقار المرونة المالية نفسها خلال تفشي فيروس إيبولا، عام 2014.
وتابع: “إذا أردنا أن يتحسن عمل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، فنحن بحاجة إلى التوقف عن تقييد أيديهم خلف ظهورهم”.
دوفي وروشيل و”سوبر V”
اسمهما دوفي وروشيل، وقد يكونان المفتاح لوقف شلل الأطفال في الولايات المتحدة.
تعمل بيرنشتاين على مشاريع عدة، ضمنًا فيديو رسوم متحركة مع الأخ والأخت دوفي وروشيل، ولقاح بطل يدعى “سوبر في”.
يرتدي دوفي اليارملك، أي غطاء الرأس، وترتدي روشيل فستانًا بأكمام طويلة، وهي ملابس مجتمعهم التقليدية. ويغني دوفي على ألحان أغنية يهودية شعبية، شاكرًا وممتنًا لوجود اللقاحات.
يتم تمويل المشروع من قبل وزارة الصحة في نيوجيرسي، واقترحت برنشتاين على مراكز مكافحة الأمراض أنه إمكانية نسخ الرسوم المتحركة للمجتمعات الأخرى.
وقالت والينسكي إن الوكالة أحبت أفكار برنشتاين، لكنها لم تستطع الدفع لها.
وكان افتقار المرونة المالية واضحًا أيضًا خلال جائحة “كوفيد-19″، عندما أرادت الوكالة تطوير برامج توعية للمجتمعات ذات معدلات التطعيم المنخفضة.
وأوضحت والينسكي أن مراكز السيطرة على الأمراض تُحضّر عرضًا لحثّ الكونغرس على إصلاح ذلك.
وقالت إنها تأمل بإحداث تغيير عبر استخدام “أمثلة حالية لكيفية تضرّر الصحة العامة بسبب عدم قدرتنا على التصرّف” خلال فترة الجائحة.
وقالت والينسكي إنها تأمل أن تسير الأمور بشكل مختلف هذه المرة. “نحن لا نطلب المال. نحن نطلب القدرة. نحن نطالب السلطات بأن تكون قادرة على القيام بعملنا”. وخلصت إلى أن “لا أعرف إذا كنت سأكوم أوفر حظًا من أسلافي”.