\ قد تكون أوروبا أقرب من أي وقت مضى إلى كسر اعتمادها في مجال الطاقة على موسكو، لكنها لا تزال غير قادرة على العيش بدون نوع واحد من الغاز الطبيعي الروسي.
في حين تراجعت الصادرات الروسية من الفحم والنفط والغاز الطبيعي المنقولة عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا بشكل حاد منذ غزو موسكو لأوكرانيا في أواخر فبراير، إلا أن واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي ارتفعت – وهو شكل سائل مبرد من الغاز يمكن نقله عبر ناقلات بحرية.
ارتفعت واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي (LNG) إلى أوروبا والمملكة المتحدة بنحو 20٪ بين مارس وأكتوبر من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، وفقًا لشركة الاستشارات ريستاد إنرجي. بدأت الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي المسال الروسي في التسارع في الخريف الماضي حيث واجهت البلدان نقصًا في الغاز. وتظهر بيانات ريستاد أن الواردات الروسية تضاعفت في العام المنتهي في سبتمبر أيلول لتصل إلى 1.2 مليون طن. وقال المحللون إن هذه الشحنات يمكن أن تقدر قيمتها بما يتراوح بين مليار دولار وملياري دولار.
تتسابق أوروبا لتجديد مخزوناتها هذا العام قبل الشتاء حيث خفضت روسيا بشكل كبير تدفقاتها من الغاز عبر خطوط الأنابيب، بما في ذلك وقف جميع الشحنات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 الحيوي في سبتمبر. لقد أثبتت الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال، بما في ذلك – ومن المفارقات – تلك الآتية من روسيا، أنها بديل حيوي.
تشكل روسيا، رابع أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، حاليًا حوالي 15٪ من إجمالي إمدادات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، وهي حصة يعتقد كوشال راميش، كبير محللي الغاز والغاز الطبيعي المسال في شركة ريستاد، أنها ستبقى كما هي في العام المقبل.
وقال راميش إن “أوروبا حريصة على إبقاء هذه الكميات مستمرة لأطول فترة ممكنة”. ولكن، كما هو الحال مع خط أنابيب الغاز الروسي، فإن شهية أوروبا للغاز الطبيعي المسال قد تجعلها عرضة لخفض الإمدادات المفاجئ من قبل موسكو. تتعارض الزيادة في الواردات أيضًا مع طموح الكتلة النهائي لقطع العلاقات مع الطاقة الروسية تمامًا وخنق التمويل لمجهود الكرملين الحربية.
وضمن الدول الأعلى في واردات أوروبا للغاز الطبيعي المسال، شملت القائمة دول عربية منها قطر والتي تصدرت المرتبة الثانية بمجموع 13.7 مليون طن في الفترة ما بين مارس وأكتوبر من هذا العام، وجاءت في القائمة الجزائر 3.8 مليون طن، ومصر 2.1 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال.
إليكم نظرة في الانفوغرافيك أعلاه على حجم واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال هذا العام ومقارنته مع ذات الفترة من العام السابق.