أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أنّ تفشي داء الليستريات القاتل في ست ولايات أمريكية، مرتبط باللحوم والأجبان الملوثة. ولكن ما الذي يمكنك فعله لتقليل خطر إصابتك بالعدوى؟
إليك ما يجب معرفته عن هذا المرض
الليستريا، جرثومة شديدة التحمّل، بحيث يمكنها أن تستمر بالنمو أثناء التبريد والتجميد، وهو ميزة لا تتمتّع بها حتى بكتيريا السالمونيلا والإشريكية القولونية.
وفي الولايات المتحدة، تعد الليستريا السبب الرئيسي الثالث للوفاة من الأمراض المنقولة من طريق الأغذية، حيث تقتل حوالي 260 شخصًا سنويًا، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
وأشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أنّه “حتى مع العلاج المناسب بالمضادات الحيوية، فإن المرض لديه معدل وفيات مرتفع” يتراوح بين 20 و30%.4
يزيد احتمال إصابة النساء الحوامل بداء الليستريات بحوالي 10 أضعاف، وقد يكون المرض قاتلاً للجنين.
ولفتت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أنّ الحوامل من أصل إسباني أكثر عرضة لخطر الإصابة، ويرجع ذلك على الأرجح، إلى تناولهن اﻷجبان اللينة التقليدية، مثل الجبن الجصي وأطعمة أخرى مصنوعة من الحليب غير المبستر.
وحذرت الوكالة من أن الأطعمة المصنوعة من الحليب الخام يزيد احتمال احتوائها على الليستيريا بمعدل يتراوح بين 50 و160 مرة.
وقد يصاب البالغون والأطفال الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم بمرض خفيف أو مزعج لا يتطلب دخول المستشفى أو تلقي المضادات الحيوية.
ومع ذلك، فإن أي شخص يعاني من نقص المناعة، مثل كبار السن، أو المرضى الخاضعين لعمليات زراعة الأعضاء، أو المصابين بالسرطان، أو أمراض الكلى أو السكري، أو المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/ “الإيدز”، قد يصابون بمرض خطير يؤدي للوفاة.
وربط التفشي الأخير، الذي تسبب بحالة فقدان حمل ووفاة شخص بالغ في ولاية ماريلاند، ببيع اللحوم الجاهزة للأكل والأجبان.
حتى الآن، أصيب 16 شخصًا، ونقل 13 آخرين إلى المستشفى، ولكن “يحتمل أن يكون العدد الحقيقي للمرضى في هذه الفاشية أعلى من العدد المسجل، وقد لا يقتصر تفشي المرض على الولايات التي بها أمراض معروفة”، وفق ما ذكرت مراكز مكافحة الأمراض، الأربعاء.
وأفادت الوكالة أن اللحوم شكّلت مصدرًا شائعًا لتفشي داء الليستريات في التسعينيات، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض، ويرجع ذلك على الأرجح إلى صعوبة تنظيف البكتيريا المقاومة من كل زاوية وركن في أجهزة تحضير الطعام.
ومع ذلك، ربط تفشي الليستيريا بالفاكهة والخضار ومنتجات الألبان، مثل الشمام، والكرفس، والخضار الورقية مثل السبانخ، والأجبان الطرية والمثلجات، حسبما ذكرته الوكالة.
كيف تحمي نفسك منها
حافظ على نظافة مطبخك: نظف برادك بانتظام بالماء الساخن والصابون السائل. وقم بإعداد اللحوم والخضار على نحو منفصل وتأكد من تعقيم مناطق إعداد الطعام.
حافظ على برودة الثلاجة: نظرًا لأن الليستريا يمكن أن تنمو بسهولة في درجات الحرارة الباردة، احتفظ ببرادك عند 5 درجات مئوية أو أقل. يجب أن تكون حرارة الثلاجة ناقص 18 درجة مئوية أو أقل.
الحليب الخام: أوضحت مراكز مكافحة الأمراض أن تناول الأطعمة المصنوعة من الحليب الخام يعد “أحد أكثر الطرق خطورة” للإصابة بالليستيريا والجراثيم الضارة الأخرى.
الأجبان اللينة: على المرأة الحامل أو المعرضة لخطر كبير تجنّب تناول الأجبان اللينة على أنواعها، مثل جبن “فيتا”، ما لم تصنّف على أنها مصنوعة من الحليب المبستر”.
البراعم: ليس من السهل شطف البكتيريا من البرسيم، أو الفجل، أو الفاصولياء أو أي نوع من البراعم، يجب على الأفراد المعرضين لمخاطر عالية اجتناب تناول البراعم النيئة أو حتى المطبوخة قليلاً.
احرص على طبخ البراعم جيدًا أولاً، حتى تلك المحلية يمكن أن تؤوي البكتيريا، بحسب مراكز مكافحة الأمراض.
الخضار الورقية: تنمو بعض الخضار الورقية مثل اللفت، والسبانخ، والخس، والجرجير البري تحت الأرض ما يزيد احتمال تلوثها بالليستيريا في التربة.
قم بغسل أي نباتات خضراء جيدًا كي تكون آمنة للأكل. واستخدم هذه الخطوات:
- اغسل يديك لمدة 20 ثانية بالماء والصابون قبل وبعد التعامل مع أي أوراق خضراء.
- لا تنقع الخضار داخل الحوض، فهذا ينشر أي بكتيريا على ورقة واحدة إلى جميع الأوراق.
- قم بإزالة أي أوراق ممزقة أو تالفة.
- تحت الماء الجاري، افرك كل ورقة برفق ثم جفف الأوراق بقطعة قماش نظيفة.
البطيخ: يعتبر البطيخ مصدرًا آخر لعدوى الليستريا. قم بتناول قطع البطيخ على الفور وتخلص من أي قطع غير مبردة لمدة أربع ساعات أو أكثر.
قم بتبريد قطع البطيخ في حرارة 5 درجة مئوية أو أكثر برودة لمدة لا تزيد عن سبعة أيام.
اللحوم الباردة والنقانق: على المرأة الحامل أو المعرضة لخطر كبير تفادي تناول اللحوم الباردة مثل النقانق، أو لحوم الغداء، أو الجافة، أو أي لحوم أخرى جاهزة للأكل ما لم تسخّن على حرارة 74 درجة مئوية قبل تناولها مباشرة.
ونصحت مراكز مكافحة الأمراض بعدم تناول اللحم المفروم من الأطعمة الجاهزة أو من القسم المبرد في المتاجر”.
ويعد اللحم المفروم الذي لا يحتاج إلى التبريد قبل الفتح، مثل المنتجات في العلب أو الأكياس محكمة الغلق، خيارًا أكثر أمانًا.
ويجب على أي شخص يتناول هذه الأطعمة في المنزل أن يحرص على عدم السماح للسائل من عبوات اللحوم بالوصول إلى الأطعمة الأخرى أو أسطح تحضير الطعام والأطباق والأواني.
وأكدت الوكالة على ضرورة غسل اليدين بحرص بعد لمس أي نوع من النقانق أو اللحوم الباردة.
ويجب معرفة مدة تخزين هذه الأطعمة في المنزل، إذ لفتت مراكز مكافحة الأمراض إلى أنه يجب التخلص من عبوات اللحوم الباردة المغلقة المختومة في المصنع بعد بقائها أسبوعين في البراد.
أما عبوات اللحم المفتوحة، فيجب التخلص منها بعد ثلاثة إلى خمسة أيام في البراد، وعلب النقانق المفتوحة يمكنها البقاء مدة أسبوع في الثلاجة.