كافحت إيران لتفسير حريق شب في مجمع نطنز النووي، صباح الخميس، مما تسبب في أضرار جسيمة لموقع كان أساسيًا لبرنامج تخصيب اليورانيوم في البلاد.
وشاركت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية (AEOI) صورة للمبنى المتضرر، الذي بدا وكأنه يُظهر سقفًا متفجرًا بالنيران والأبواب المكسورة والنوافذ المحطمة.
ويبدو أن آثار الحريق قد تم التقاطها بواسطة القمر الصناعي “NOAA-20″، الذي تديره الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). وتم الكشف عن الحريق فى الزاوية الشمالية الغربية للمنشأة في حوالى الساعة 2:06 من صباح الخميس بالتوقيت المحلي، وفقا لبيانات حصلنا عليها
وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في المنشأة الواقعة في مقاطعة أصفهان الإيرانية جنوب العاصمة طهران.
وحسب ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية، فإن الحادث قيد التحقيق، نقلاً عن مسؤول أمني إيراني مجهول قوله إنه “لا يوجد دليل” على التخريب.
وقال المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد، الجمعة، إنه تم تحديد “السبب الرئيسي” للحادث، وسيعلن عنه في الوقت المناسب، وفقا لما ذكره المتحدث باسمه كيوان خسروي، وفقا لما ذكرته وكالة “برس تي في”.
وقال خسروي إن خبراء إيرانيين بدأوا التحقيق في “فرضيات مختلفة” حول الحادث فور وقوعه، مضيفًا أنه “بسبب بعض الاعتبارات الأمنية، سيتم الإعلان عن سبب وطريقة الحادث في الوقت المناسب”.
وأضاف المسؤول الأمني الإيراني: “الأضرار التي لحقت بأحد الحظائر قيد الإنشاء في مجمع نطنز كانت محدودة”، لافتا أنه “لم يجد المحققون أي مواد نووية في المبنى”.
وتدور تساؤلات في المجتمع الدولي حول الحادث الذي يأتي بعد أسبوع فقط من انفجار كبير في ضواحي طهران بالقرب من بلدة بارشين ومنشأة عسكرية.
وأفادت خدمة “بي بي سي” الناطقة بالفارسية أنها تلقت بيانا بعبارات غريبة من مجموعة لم تكن معروفة من قبل تُطلق على نفسها اسم “فهود الوطن”، الذين ادعوا أنهم وراء الانفجار دون تقديم أدلة.
وقال ياسمين ماثر، الباحث في مركز الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد، إن الحادث “غريب للغاية”.
ونقلت وكالة تسنيم عن محافظ نطنز، رمضان رمضان فردوسي، قوله إن الحريق لم يؤد إلا إلى تدمير مبنى قيد الإنشاء داخل المجمع، ولم يؤثر على المنطقة الرئيسية للمنشأة النووية.
وقال المتحدث باسم المنظمة، بهروز كمالوندي، إن الحادث لم يعطل الأنشطة الجارية في الموقع.
وأضاف كمالوندي: “تم نشر فرق خبراء من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للتحقيق في العوامل المؤدية إلى الضرر الذي لحق بإطار الفولاذ المصنوع مسبقًا”.
وصرح لفضائية “برس تي في” أن الحادث لم يتسبب في “توقف” أعمال التخصيب في المنشأة التي “تتم في الغالب تحت الأرض”.
كما رفض كمالوندي احتمال أن تؤدي الحادثة إلى تلوث إشعاعي محتمل، قائلا: “على عكس الدعاية الكاذبة من قبل وسائل الإعلام المعادية، لم يحدث أي تلوث لأنه لم تكن هناك مواد نووية في هذه الصالة”.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها “على علم بالحادث المُبلغ عنه” في نطنز في تغريدة عبر تويتر، الخميس، مُضيفة أنها “على اتصال مع سلطات الضمانات ذات الصلة في إيران لتأكيد ذلك. الوكالة قادرة على مواصلة جميع أنشطتها للتحقق من الضمانات في نطنز”.