انطلقت فعاليات النسخة الأولى من معرض ومؤتمر تكنولوجيا التصنيع في مصر، الذي يهدف إلى عرض أحدث الابتكارات التكنولوجية. ويناقش فرص مصر في صناعة الإلكترونيات ودور التكنولوجيا المتطورة في تحسين المنتجات الصناعية لخدمة السوق المحلي ودعم التصدير.
وافتتح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عمرو طلعت، المعرض في مركز مصر للمعارض الدولية، الأحد، نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
قال أسامة كمال رئيس شركة تريد فيرز إنترناشيونال – المنظمة لمعرض تكنولوجيا التصنيع – إن الحكومة تركز في الوقت الحالي على زيادة الصادرات المصرية؛ لمواجهة حل أزمة توافر النقد الأجنبي، وأن المعرض يسهم في تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم حلول تكنولوجية حديثة لخلق طفرة في القطاع الصناعي.
حققت مصر، أعلى صادرات في تاريخها العام الماضي وبلغت 45.2 مليار دولار، وتستهدف البلاد الوصول إلى 100 مليار دولار خلال الفترة المقبلة من خلال التوسع في برامج دعم الصادرات، وإنشاء المجمعات الصناعية المتخصصة بهدف زيادة نسبة المكون المحلي للمنتجات المصرية.
ذكر “كمال”، في تصريحات خاصة ، أن هناك 80 شركة محلية وعالمية كبرى تشارك بالمعرض لعرض أحدث الحلول التكنولوجية بما يخدم تطور القطاع الصناعي المصري.
قال اللواء أحمد محمد عبد العزيز رئيس مجلس إدارة شركة مصنع الإلكترونيات بالهيئة العربية للتصنيع، إن الأزمات التي واجهت الاقتصاد العالمي خلال السنوات الثلاث الماضية، بدايةً من جائحة فيروس كورونا وصولًا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، كانت دافعًا للشركة لتبني خطة لتعميق المكون المحلي بالصناعة الوطنية، وزيادة الصادرات المصرية لزيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي، إضافة إلى دراسة احتياجات المشروعات القومية، مضيفًا أن الشركة أنشأت خطوط إنتاج لكاميرات المراقبة بالشراكة مع شركات كورية، بنسبة مكون محلي وصلت إلى 70% لتغطية الاحتياجات المحلية.
وارتفع صافي احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى 33.411 مليار دولار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بزيادة حوالي 213 مليون دولار، بحسب بيانات البنك المركزي.
وأضاف “عبد العزيز”، في تصريحات خاصة ، أن شركة مصنع الإلكترونيات تتوسع في الشراكة مع شركات القطاع الخاص لدعم زيادة الإنتاج الصناعي، منها الشراكة مع شركات كورية لتصنيع كاميرات المراقبة والأمن الصناعي، وأخرى مع شركات طلال أبو غزالة لتصنيع أجهزة الهواتف المحمول والـ”تابلت” و”لاب توب”، ليرتفع إجمالي المنتجات التي تقوم الشركة بتصنيعها لأكثر من 60 منتجًا تتميز بجودة عالية وأسعار منافسة لخفض فاتورة الاستيراد.
وبلغت قيمة الناتج الصناعي في مصر 982 مليار جنيه (39.9 مليار دولار) في عام 2021، وبلغت استثمارات القطاع حوالي 49 مليار جنيه (2 مليار دولار) خلال العام المالي الماضي 2020/2021 يمثل حوالي 6% من إجمالي الاستثمارات العامة.
وقال “عبد العزيز” إن مصر دخلت عصر التصنيع منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أنها تأخرت بمسافات بعيدة عن الدول التي بدأت التصنيع بعدها، إلا أن الدولة في الوقت الحالي تحاول تسريع وتيرة تكنولوجيا التصنيع في مصر، لرفع جودة المنتجات المصرية بهدف زيادة ثقة المستهلك المصري بها، وفتح أسواق جديدة.
وأشار إلى أبرز المنتجات التي يقوم مصنع الإلكترونيات بتصنيعها، وهي 4 هواتف بالشراكة مع مجموعة طلال أبو غزالة، ولمبات ليد يتم استخدامها في إنارة الشوارع لترشيد استهلاك الكهرباء في مصر، والعديد من الأجهزة المنزلية والكهربائية.
وقال مجدي صلاح المدير العام لشركة Advanced Technology، إن أزمة توافر النقد الأجنبي في مصر دفع الشركة للبحث عن بديل محلي أو بحث إقامة استثمارات لإنتاجه، لتلبية متطلبات عملائنا.
وتواجه مصر أزمة في توافر النقد الأجنبي عقب الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على أسعار السلع الاستراتيجية المستوردة وخروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، مما دفع البنك المركزي لتبني سياسة لترشيد الاستيراد من خلال تطبيق نظام الاعتمادات المستندية.
وأضاف “صلاح”، في تصريحات خاصة أن الشركة تعمل في الوقت نفسه على زيادة الصادرات المصرية من خلال تقديم خدمات للعديد من الشركة العالمية في الأسواق المجاورة، مشيرًا لأهمية الاستعانة بأحدث تكنولوجيا في التصنيع لخفض التكلفة وزيادة كفاءة الإنتاج، وتقديم تسهيلات للتشغيل.