قُوبلت هزيمة إيران أمام الولايات المتحدة في كأس العالم – قطر 2022ـ، بهتافات واحتفالات في العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى، مساء الثلاثاء، حيث أشاد المتظاهرون بخروج إيران من البطولة باعتباره ضربة للنظام الحاكم.
تم إقصاء المنتخب الإيراني من البطولة بعد هزيمته بهدف دون رد، منهيًا مشاركته، التي طغت عليها الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت منذ أشهر في الداخل.
لكن هناك مخاوف بشأن سلامة اللاعبين الإيرانيين العائدين إلى بلادهم، بعد أن رفض الفريق في البداية، أداء النشيد الوطني الإيراني، قبل مباراته الأولى في المونديال، في تضامن واضح مع المتظاهرين. وقال مصدر مشارك في أمن المباريات، إن أهالي الفريق تلقوا تهديدات أيضًا بالسجن والتعذيب قبل المباراة.
واحتفل الإيرانيون بهزيمة منتخب بلادهم في عدة مدن، من داخل منازلهم ومبانيهم السكنية بعد لحظات من إطلاق صافرة النهاية، التي جاءت في الساعات الأولى، الأربعاء بالتوقيت المحلي، بينما أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أشخاصًا يطلقون أبواق سياراتهم وهم يهتفون ويصفرون.
وقال أحد الشهود العيان الذي تابع الاحتفالات بإحدى مدن المنطقة الكردية ، الأربعاء: “أنا سعيد.. هذه الحكومة خاسرة أمام الشعب”. ولم تذكر CNN اسم الشاهد لدواعٍ أمنية.
ونشرت منظمة “هينغاو”، الإيرانية الحقوقية التي تتخذ من النرويج مقرا لها، مقاطع فيديو عدة لمشاهد مماثلة. وقالت المنظمة في منشور: “يحتفل الناس في بلدة بافيه بخسارة منتخب إيران في مواجهة المنتخب الأمريكي، في كأس العالم بقطر، وهم يهتفون “يسقط الخونة”.
وهزت المظاهرات إيران منذ عدة أشهر، مما أدى إلى حملة قمع قاتلة من قبل السلطات. واشتعلت الانتفاضة على مستوى البلاد للمرة الأولى بعد مقتل مهسا أميني، وهي فتاة كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عامًا، توفيت في منتصف سبتمبر/ أيلول، بعد أن احتجزتها شرطة الآداب في البلاد. ومنذ ذلك الحين، احتشد المتظاهرون في جميع أنحاء إيران، للاحتجاج على مجموعة من المظالم مع النظام.
وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قال إن إيران تمر “بأزمة حقوق إنسان كاملة”، بينما تقوم السلطات بقمع الاحتجاجات.
وأصبحت كرة القدم الإيرانية بؤرة ساخنة بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة، مع تسليط كأس العالم الضوء على الاضطرابات داخل إيران.
وقال لاعب وسط المنتخب الإيراني، سعيد عزت الله، للصحفيين بعد المباراة: “أنا آسف حقا نيابة عن لاعبينا ومجموعتنا، لأننا لم نتمكن من الحصول على فرصة للتأهل للدور التالي في البطولة، وأمل أن يسامحنا مشجعونا وشعبنا في إيران، وأشعر بالأسف فقط، هذا كل شيء”.
وستتم مراقبة عودة الفريق عن كثب وسط مخاوف من أن اللاعبين قد يواجهون عقابا لما يُنظر إليه على أنه عرض قصير لدعم الاحتجاجات، الأمر الذي لفت الانتباه الدولي ومدح جماعات حقوق الإنسان.
ورفض المتظاهرون علم البلاد ونشيدها الوطني باعتبارها رموزًا للنظام الحالي، وبعد رفض اللاعبين الإيرانيين أدشاء النشيد الوطني في المباراة الافتتاحية أمام إنجلترا في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، قال مصدر معني بأمن المباريات، إنه تم استدعاء اللاعبين للقاء مع أعضاء من الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف المصدر أنه قيل للاعبين إن عائلاتهم ستتعرض “للعنف والتعذيب” إذا لم يؤدوا النشيد الوطني، أو إذا انضموا إلى أي احتجاج سياسي ضد نظام طهران.
وبعد ذلك، أدى اللاعبون النشيد الوطني، الثلاثاء الماضي، وقبل مباراتهم الثانية ضد ويلز الجمعة الماضي، التي شهدت فوز إيران بهدفين دون رد.
وقبل ساعات من انطلاق مباراة الثلاثاء، قالت السلطات الإيرانية إن العضو السابق في المنتخب الوطني لكرة القدم، بارفيز بوروماند، الذي اُعتقل هذا الشهر بسبب انتقاده للحكومة، أفرج عنه بكفالة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.