ينصح مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة الأهل والمدارس بمراقبة عدوى الإنتان بالمكورات العقدية مجموعة أ (Strep A)، وذلك عقب وفاة 6 أطفال في الآونة الأخيرة.
ومع رفع القيود المتصلة بـ”كوفيد-19″، مثل وضع كمامات الوجه والتباعد الاجتماعي، في المملكة المتحدة، فإنّ عدوى مثل Strep A تنتشر بسهولة أكبر، مع تسجيل زيادة في عدد الحالات خلال الشهر الماضي.
وقد تسفر Strep A عن مجموعة من الأعراض تتراوح بين البسيطة والشديدة، لكنها ليست قاتلة في معظم الحالات.
لا تتسبّب بأعراض دومًا
وStrep A، بكتيريا موجودة في الحلق وعلى الجلد. عادة ما تتسبّب بالحرارة والتهابات الحلق، ويحملها الكثير من الناس من دون أن يلحظوا أية أعراض. ورغم ذلك، يمكنهم نقلها للآخرين من خلال السعال، والعطس، والاتصال الوثيق.
وأفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) على موقعها الإلكتروني أن أعراض هذه العدوى تشمل الألم عند البلع، والحرارة، والطفح الجلدي، وتورّم اللوزتين والغدد، وتنتشر في الأماكن المزدحمة مثل المدارس، ومراكز الرعاية النهارية.
وأفادت بيت كامبمان، أستاذة الأمراض المعدية والمناعة لدى الأطفال، ومديرة مركز اللقاحات بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، في بيان الجمعة أنّ “(العدوى) تميل كي تكون غير مؤذية إلى حد ما”.
وأردفت: “(لكن) في حالات نادرة جدًا عندما تنتج البكتيريا مادة سامة قد تدخل مجرى الدم، وتسبّب مرضًا خطيرًا حقًا” مثل تعفن الدم، والتهاب القلب، والصدمة السامة مع فشل الأعضاء.
ونصحت الأهل بطلب مشورة طبية على الفور إذا بدا الطفل “مريضًا جدًا”، وظهرت عليه أعراض مثل الحرارة، والقيء، وآلام العضلات، أو الطفح الجلدي.
يمكن علاجها بالمضادات الحيوية
وأوضحت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) على موقعها الإلكتروني أنّ المكورات العقدية من المجموعة الغازية “أ” (iGAS A) هي المصطلح المستخدم عندما تغزو البكتيريا الجسم، وتتغلب على دفاعاته الطبيعية بهدف الدخول إلى أماكن مثل الدم، وهي أكثر خطورة.
رغم عدم وجود لقاح للوقاية من عدوى الإنتان بالمكورات العقدية مجموعة أ (Strep A) أو المكورات العقدية من المجموعة الغازية “أ” (iGAS A) فإن المضادات الحيوية عادة ما تكون فعالة في علاجها.
وقال كولين براون، نائب المدير بوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، في بيان الجمعة: “نشهد عددًا أكبر من حالات الإصابة بالبكتيريا العقدية من المجموعة أ هذا العام، أكثر من المعتاد”.
وأضافت الوكالة أنّ زيادة انتشار المكورات العقدية من المجموعة الغازية “أ” (iGAS) هذا العام قد لوحظت بشكل خاص لدى الأطفال دون سن العاشرة. وتوفي خمسة أطفال في إنجلترا. وأبلغت عن حالة وفاة واحدة في ويلز، وفقًا لمنظمة الصحة العامة في ويلز.
تُظهر البيانات الواردة من UKHSA أن هناك 2.3 حالة لكل 100 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 1 و4 سنوات بين منتصف سبتمبر/ أيلول ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، مقارنة مع معدل وسطي قدره 0.5 في مرحلة ما قبل الجائحة (2017 إلى 2019).
بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات، كانت هناك 1.1 حالة لكل 100 ألف، مقارنة مع معدل وسطي ما قبل الجائحة قدره 0.3.
وأضاف البيان، أن المرحلة الأخيرة التي شهدت ارتفاعًا بعدد الإصابات كانت بين عامي 2017 و2018، حيث توفي أربعة أطفال دون سن العاشرة في الفترة عينها.
وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) إنها لا تعتقد أن سلالة جديدة تنتشر، حيث يحتمل أن تكون الزيادة في العدوى ناجمة عن “انتشار البكتيريا والاختلاط الاجتماعي”.