تتجمع طيور الطيهوج الأكبر (Greater Sage-Grouse) لتقديم عروض تهدف إلى إثارة إعجاب الإناث رغبة في التزاوج، وذلك خلال قدوم فصل الربيع إلى براري الغرب الأمريكي.
ووثّق المصور الأمريكي الفيتنامي الأصل، لاي دانغ، جانبًا من هذه الطقوس الغريبة في ولاية كولورادو الأمريكية، في صورةٍ فازت بالجائزة الذهبية عن فئة أفضل صورة “بورتريه” في مسابقة مصور الطيور لهذا العام.
وقال دانغ في مقابلة : “هذا السلوك لصالح الطيور من الإناث التي تحكم على عرض المواهب، وتختار أفضل الجينات لنقلها إلى الجيل التالي”.
وإلى جانب طريقة وقوف ذكر طائر الطيهوج الأكبر التي توحي بالثقة، وريشه المنفوش، لعل أبرز ما يلفت انتباه الناظر إليه أيضًا وجود كتلتين غامقتين فوق صدره.
ووفقًا لما ذكره الموقع الرسمي للمؤسسة الأمريكية للأسماك والحياة البرية، يستخدم ذكر هذا الطائر جناحيه لإصدار الأصوات من أجل جذب الطيور من الإناث، كما أنه يقوم بنفخ وتحريك كيسه الهوائي أيضًا لهذا الغرض.
ووثق دانغ هذا المشهد من مخبأ متنقّل للتصوير الفوتوغرافي خلال وقت الفجر.
وقال المصور: “لقد كان مشهدًا مزدحمًا للغاية، وحاولت جميع الطيور من الذكور بذل قصارى جهدها لأداء العروض عن طريق نفخ صدورها، ونشر ريش ذيلها، والزفير بقوة لإصدار الأصوات”.
وفي هذا الوقت، تتحرك الطيور من الإناث حول مجموعة من الطيور الذكور لتقييم الأداء.
ويتطلّب هذا العرض الكثير من الجهد، والصبر، إذ أنه يدوم بين ساعتين و3 ساعات، ويستمر لمدّة 5 أسابيع تقريبًا، بحسب ما ذكره المصور.
وأكّد الأمريكي: “أظن أن الصورة تُظهر أفضل سمات هذه الفصيلة”.
ورُغم حماسه لكونه من فائزي المسابقة، إلا أن المصور يرى أن الأمر الأهم بالنسبة له يتمثل بإظهار جمال الطبيعة والحياة البرية للأشخاص، وتشجيعهم للحفاظ على البيئة.
ويُصنّف هذا الطائر ضمن الأنواع ذات الأولوية ببرنامج “Priority Habitat and Species Program” التابع لإدارة الأسماك والحياة البرية في واشنطن، بحسب موقع الإدارة الرسمي عبر الإنترنت.
وتتطلّب هذه الأنواع وضع تدابير وقائية لها لأسباب تشمل المحافظة على أعدادها، وحساسيتها تجاه تغّير الموائل.
وأصبح دانغ مهتمًا بالتصوير الفوتوغرافي لأول مرة خلال فترة مراهقته.
ووُلد دانغ قبل عام واحد فقط من اندلاع الحرب الأهلية في فيتنام، ولم يتمتّع إلا بفرص قليلة للسعي وراء اهتماماته خارج نطاق العمل، والمدرسة، ولكنه أصبح مهتمًا بالتصوير الفوتوغرافي خلال أعوام مراهقته.
وبعد هروبه مع زوجته إلى الولايات المتحدة عبر القارب، أصبحت لديه الإمكانية لمتابعة شغفه.
وأكّد دانغ: “الآن، أنا أقضي الكثير من وقت فراغي بالسفر حول العالم لتوثيق اللحظات الحقيقية، والعفوية للطبيعة التي تُحيط بنا”.