طالبت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، نظيرها الإيراني، بالإفراج الفوري عن “الرهائن الفرنسيين المحتجزين لدى إيران واحترام الحقوق السياسية والمدنية”، ووقف ما أسمته تدخل “طهران في شؤون دول الجوار”.
وجاءت دعوة كولونا خلال مؤتمر صحفي ثلاثي مع وزيري خارجية الأردن والعراق، أيمن الصفدي وفؤاد حسين، في ختام أعمال “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية”، الذي استضافه الأردن في منطقة البحر الميت، وشهد حضورًا إيرانيًا وأوروبيًا.
وردًا على تساؤلات صحفيين، قالت كولونا إنها تحدثت مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لفترة وجيزة في القاعة الرئيسية لمقر انعقاد المؤتمر، لتطلب منه مرة أخرى الإفراج عن الرهائن الفرنسيين المحتجزين لدى إيران والاحترام الكامل للقانون الانساني الدولي والقانون الدولي.
في حين أشارت كولونا إلى أن التدخلات الخارجية التي جرى الحديث عنها خلال أعمال المؤتمر لم تكن تعني فرنسا. ومن ناحية أخرى، دعت “القادة في لبنان تحمّل مسؤولياتهم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل الحكومة.”
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأردني انعقاد الدورة الثالثة من “مؤتمر بغداد” في القاهرة العام المقبل، قائلا إنها النسخة المقبلة ستأتي “بخطوات عملية وآليات تعاون مشتركة خاصة في المشاريع المشتركة بين الأردن ومصر والعراق”.
وقال الصفدي إنه “تم التوافق على الذهاب إلى القاهرة بخطوات عملية وقرارات فاعلة يشعر بها المواطنون”.
وأكد أن آليات تعزيز التعاون لدعم العراق “لابد أن تترجم”، وأن كل عمل يبدأ بقرار من أجل دعم العراق والتعاون في قطاعات اقتصادية، بما في ذلك التعاون الثلاثي الأردني المصري العراقي المشترك، كما في مشاريع النفط والكهرباء والمناخ.
من جهته، قال وزير الخارجية العراقي إن مشروع الربط الكهربائي بين الأردن والعراق يمر بمرحلة “متقدمة جدًا”، مبينا أنه سيتم من خلاله الربط مع مصر، فيما كشف عن مفاوضات جارية مع السعودية والخليج للربط الكهربائي أيضًا.
وبشأن الضربات الإيرانية والتركية على الأراضي العراقية، قال حسين إن هناك اتصالات مستمرة مع الجانبين لوقف هذه الهجمات.
وصدر بيان ختامي عن المؤتمر، “أكد فيه المشاركون على استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى لمؤتمر بغداد والمضي في التعاون مع العراق دعما لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية، وعمليته الدستورية و جهوده لتكريس الحوار سبيلا لحل الخلافات الإقليمية”.
كما أكدوا “وقوفهم إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات، بما ذلك تحدي الإرهاب، الذي حقق العراق نصرًا تاريخيًا عليه بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي.”
وشدد المشاركون على “أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق… بما ينعكس إيجابًا على المنطقة برمتها”، بحسب البيان.
وقال البيان إن “تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الاقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء.”