وافقت شركة “ميتا”، الشركة الأم لفيسبوك، على دفع 725 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية طويلة الأمد، اتهمها بالسماح لشركة كامبريدج أناليتيكا، وأطراف ثالثة أخرى، بالوصول إلى معلومات المستخدم الخاصة، وتضليل المستخدمين بشأن ممارسات الخصوصية الخاصة بها.
ومن شأن التسوية المقترحة أن تنهي، المعركة القانونية التي بدأت قبل أربع سنوات، بعدما كشفت الشركة، أن المعلومات الخاصة لنحو87 مليون مستخدم على فيسبوك، حصلت عليها شركة كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica، وهي شركة بريطانية متخصصة في تحليل البيانات، وقد عملت مع حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأثار تسريب البيانات، فضيحة دولية كبرى لفيسبوك، مما أدى إلى قيام المنظمين على جانبي المحيط الأطلسي باتخاذ المزيد من عمليات التدقيق.
وتضمنت الدعوى، الحصول على ملايين الصفحات من الوثائق من فيسبوك، وأطراف أخرى ذات صلة، ومئات الساعات من الإفادات، بما في ذلك لعشرات من موظفي فيسبوك، الحاليين والسابقين.
ووصف المستخدمون الذين توصلوا إلى التسوية مع فيسبوك، الاتفاقية بأنها “أكبر استرداد أموال تم تحقيقه على الإطلاق، في دعوى جماعية لخصوصية البيانات، وأكبر مبلغ دفعه فيسبوك، على الإطلاق لحل دعوى جماعية خاصة”، للموافقة على التسوية المقدمة يوم الخميس الماضي. وقدروا أن ما بين 250 و280 مليون شخص قد يكونون لديهم الحق للحصول على مدفوعات كجزء من تسوية الدعوى الجماعية، في حين أن تلك التسوية في انتظار موافقة قاض، من المقرر أن يستمع إلى الاقتراح في مارس /آذار المقبل.
وقالت المتحدثة باسم ميتا، دينا لوس في بيان: “سعينا إلى تسوية لأنها في مصلحة مجتمعنا ومساهمينا، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، قمنا بتجديد نهجنا تجاه الخصوصية، وطبقنا برنامج خصوصية شامل، ونتطلع إلى الاستمرار في بناء الخدمات التي يحبها الناس ويثقون بها، وفي الطليعة، مراعاة الخصوصية”.
ولم تعترف ميتا بارتكاب أي مخالفات في إطار التسوية، وفي اقتراح الموافقة على التسوية، أشار المستخدمون الذين رفعوا الدعوى إلى التغييرات التي أجراها فيسبوك في أعقاب اختراق كامبريدج أناليتيكا، بما في ذلك تقييد وصول الجهات الخارجية إلى بيانات المستخدم، وتحسين الاتصالات للمستخدمين حول كيفية جمع ومشاركة بياناتهم.
وبدأ تسريب Cambridge Analytica مع أستاذ علم النفس الذي حصد بيانات الملايين من مستخدمي فيسبوك، من خلال تطبيق يقدم اختبارًا للشخصية، ثم أعطاها لخدمة تعد باستخدام تقنيات غامضة ومتطورة للتأثير على الناخبين خلال انتخابات عالية المخاطر، حيث فاز المرشح الرئاسي بفارق ضئيل في عدة ولايات رئيسية.
وألقى تقرير عام 2020، الصادر عن مكتب مفوض المعلومات في المملكة المتحدة بظلال من الشك على قدرات Cambridge Analytica، مما يشير إلى أن الكثير منها قد تم تضخيمه، لكن المشاركة غير الصحيحة لبيانات فيسبوك، أدت إلى سلسلة من الأحداث التي بلغت ذروتها خلال التحقيقات، والدعاوى القضائية.
وأثارت الفضيحة، غضبًا عالميا، أدى إلى انعقاد جلسات استماع وجولة اعتذار من مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي ومؤسس فيسبوك، وإلى إجراء تغييرات مختلفة على المنصة.
وفي عام 2019، وافقت شركة فيسبوك على تسوية خاصة بقيمة 5 مليارات دولار مع لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية بشأن انتهاك الخصوصية، وعلى تسوية بقيمة 100 مليون دولار مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، حول مزاعم بأن منصة التواصل الاجتماعي ضللت المستثمرين، حول مخاطر إساءة استخدام بيانات المستخدم.