انتقد الأكاديمي السعودي، تركي الحمد، الحكم العسكري والديني لبعض الدول، مشيرا إلى عدم وجود مكان لهما في عالم السياسة لأنهما يقلبان الأرض “رأسا على عقب”.
وكتب الحمد عبر صفحته الموثقة على تويتر: “مفسدات السياسة كثيرة،فدروبها وعرة، ودهاليزها ضيقة، ومتاهاتها محيرة. غير أن أمرين هما الأكثر إفسادا، إذا دخل أحدهما أو كلاهما أرضا، قلباها رأسا على عقب، وجعلا عاليها دون قاعها، ألا وهما الدين حين يسيس، والعسكر حين يتحكمون بمفاتيح القرار في الدولة والمجتمع. فالسياسي المؤدلج عامة، ودينيا”.
وأردف الأكاديمي السعودي: “خصوصا، إنما يتحدث باسم الحقيقة الإلهية الخالدة، رافعا راية الشرع و”الشريعة”، هذه الكلمة الفضفاضة التي تعني كل شيء، ولا شيء على الإطلاق حين التحليل في الوقت ذاته، فويل لمن يتصدى لهم، إذ أنه يتصدى لإرادة الخالق، وذاك هو الكفر بعينه وفق نظرتهم الأحادية للأمور”.
وتابع الحمد: “أما العسكر، فليسوا بعيدين عن ذلك كثيرا، فالعالم بالنسبة لهم عبارة عن أوامر صارمة واجبة التنفيذ، تعبر عن حقيقة واحدة ومسار واحد، كما الحصان المبرقع الذي لا يرى إلا طريقا واحدا تشكل من خلاله الدولة والمجتمع، بعيدا عن التعددية الطبيعية وحقائق الحياة، وفي النهاية، وبعد معاناة مرة، ينهار كلاهما”.
وأضاف الأكاديمي السعودي قائلا: “لأنهما يعاندان طبائع الأمور. ففي النهاية، الدين مكانه المعبد، مسجدا كان أو غير ذلك، وأخلاق التعامل بين البشر. والعسكر مهمتهم الحماية في الداخل، والدفاع في الخارج حين يستوجب الأمر، دون خلق أعداء وهميين، وما عدا ذلك، فمكانهم في الثكنات والمعسكرات لا يبارحونها..هذا، ولله الأمر من قبل ومن بعد”، حسب قوله.