أكد البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية “لا تسعى إلى الصراع” مع الصين، وذلك تعليقا على انتقادات وزير الخارجية الصيني تشين قانغ لسياسات واشنطن.
وكان قانغ، في أول مؤتمر صحفي له، قال إن “الصراع والمواجهة مع الولايات المتحدة أمر لا مفر منه إذا لم تغير واشنطن سياستها”.
وفي المقابل، رد منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي على الانتقادات بقوله إن “السياسة الأمريكية تجاه الصين لم تتغير لأن وزير الخارجية الجديد زاد من حدة خطابه”.
وأضاف كيربي، للصحفيين، أن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى الصراع” مع الصين، وتابع: “لا يوجد شيء بشأن هذه العلاقة الثنائية مع الصين من شأنه أن يقود أي شخص إلى الاعتقاد بأننا نريد الصراع”.
وذكر: “لم يكن هناك تغيير في سياسة الصين الواحدة، ونحن لا ندعم استقلال تايوان، لقد كنا واضحين جدا حول ذلك، كما أننا لا نريد أن نرى الوضع الراهن تغير من جانب واحد، وبالتأكيد لا نريد أن نرى تغييرا بالقوة، لذلك مع كل الاحترام الواجب لوزير الخارجية الصيني، لا يوجد تغيير في موقف الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بهذه العلاقة الثنائية”.
وقال: “نعم، هناك توترات في هذه العلاقة، ويعتقد الرئيس (الأمريكي جو بايدن) أن هذه التوترات يجب الاعتراف بها ولكن يمكن تجاوزها والعمل معا مرة أخرى”، وأكد: “نحن نسعى للمنافسة، وليس الصراع”.
كان الوزير الصيني ذكر عن العلاقات مع الولايات المتحدة: “إذا لم تكبح واشنطن الجماح، وواصلت الإسراع في المسار الخطأ، فلن تمنع أي حواجز الخروج عن المسار، وسيكون هناك بالتأكيد صراع ومواجهة”.
وأضاف: “من سيتحمل العواقب الكارثية؟ مثل هذه المنافسة هي مقامرة متهورة حيث أن الرهانات هي المصالح الأساسية للشعبين وحتى مستقبل البشرية، وبالطبع ، الصين تعارض بشدة كل هذا”.
وتابع أن الولايات المتحدة كان بإمكانها تجنب “أزمة دبلوماسية” مع الصين بشأن ما أسماه “حادثة المنطاد بدون طيار”.
وفي الشهر الماضي، أسقطت الولايات المتحدة ما أسمته “منطادا كان قادرا على إجراء عمليات جمع معلومات استخباراتية” قبالة ساحلها الشرقي.
وكرر وزير الخارجية الصيني تأكيد بكين على أن المنطاد سافر عبر الولايات المتحدة في “حادث غير متوقع ناجم عن قوة قاهرة”.
وقال: “يمكن للحادث أن يكشف عن شيء أساسي، وهو أن تصور الولايات المتحدة ووجهات نظرها تجاه الصين مشوهة بشكل خطير”، متهما واشنطن بـ”محاولة احتواء التنمية” في الصين.
وأضاف: “الاحتواء والقمع لن يجعل أمريكا عظيمة، والولايات المتحدة لن توقف تجديد الصين”.
وتابع: “لماذا تطلب الولايات المتحدة من الصين عدم تزويد روسيا بالأسلحة بينما تواصل بيع الأسلحة إلى تايوان؟إنه من العبث أن يتدخل كبار المسؤولين الأمريكيين في قضية تايوان، وهي مسألة تخص الشعب الصيني، ولا يحق لأي دولة أخرى التدخل فيها”.
وقال تشين إنه “بينما ستعمل الصين من أجل إعادة التوحيد السلمي لتايوان مع البر الرئيسي للصين، فقد يتم اتخاذ “جميع الإجراءات الضرورية”، وأضاف: “سنواصل العمل بأكبر قدر من الإخلاص وبذل أقصى الجهود للسعي إلى إعادة التوحيد السلمي، و في غضون ذلك، نحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”.