حان دور روسيا لتتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي القوي، المكلف بالحفاظ على السلام والأمن العالميين، خلال أبريل /نيسان الجاري، رغم صعوبة تصديق ذلك في ظل تواصل حربها في أوكرانيا، وصدور مذكرة توقيف بحق رئيسها فلاديمير بوتين.
ووصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا تولي روسيا رئاسة المجلس في الأول من أبريل / نيسان، في حين أن غزوها الوحشي لأوكرانيا يمتد إلى عامه الثانٍي، بأنه “أسوأ كذبة أبريل في العالم”.
وقال كوليبا إن “الدولة التي تنتهك بشكل منهجي جميع القواعد الأساسية للأمن الدولي تترأس هيئة مهمتها الوحيدة هي حماية الأمن الدولي وصيانته”.
ويتم التناوب على رئاسة مجلس الأمن أبجديًا بين الدول الأعضاء الخمسة عشر، ويسيطر عليه أعضاؤه الخمسة الدائمون، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا.
ومن المفترض أن يظل رئيس مجلس الأمن على الحياد. لكن خلال دورها الجديد، يمكن لروسيا المناورة خلال الاجتماعات بشأن أوكرانيا واستخدام الشهر لتصوير الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى على أنها توجه اتهامات كاذبة ضد روسيا.
ومما زاد من الانزعاج من الدور الجديد لروسيا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح الشهر الماضي أول رئيس دولة لعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يصدر بحقه مذكرة اعتقال بشأن مخطط مزعوم لترحيل الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا، ودافعت موسكو عن هذه الممارسة باعتبار أنها تقوم بإنقاذ هؤلاء الأطفال، ونفت فرض عمليات الترحيل.
وقال ريتشارد جوان رئيس مجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة، متحدثا عن تولي روسيا الرئاسة: “يبدو الأمر بشعا إلى حد ما، يجعل المجلس يبدو سيئًا”.
ومع ذلك، يقول مؤيدو روسيا في مقر الأمم المتحدة إنهم يرون أوجه تشابه تاريخية مع الوضع الحالي، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن، غزت العراق في عام 2003 دون موافقة المجلس.
وقال دبلوماسي في مجلس الأمن : “في نهاية المطاف، فإن المشكلة ليست الرئاسة الروسية، إنه السلوك الروسي في أوكرانيا”.
وخلال العام الماضي، تساءلت أوكرانيا عما إذا كان لروسيا حق الحصول على مقعدها الدائم بالمجلس بشكل مطلق.
لكن هل من الممكن إبعاد روسيا عن المجلس أو حتى الأمم المتحدة بأكملها بسبب أعمالها في أوكرانيا؟
إن ميثاق الأمم المتحدة، الذي هو أساس المنظمة، لا يجعل من السهل استبعاد عضو دائم في المجلس. ويمكن لحق النقض الروسي “الفيتو” أن يبقي ممثليه بسهولة على طاولة المجلس إلى الأبد.
ومن جانبه، قال متحدث باسم البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة : “الدولة التي تنتهك بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة وتغزو جارتها الأصغر ليس لها مكان في مجلس الأمن الدولي. لسوء الحظ، روسيا عضو دائم في المجلس ولا يوجد مسار قانوني دولي لتغيير هذا الواقع”.
وأضاف المتحدث: “كل ما يمكن فعله في المجلس هو تحدي ما تقوله روسيا، وهو أمر تعهدت الولايات المتحدة بفعله، ونواصل استدعاء أكاذيبهم وإحضار أصوات وبيانات وحقائق ذات مصداقية على الأرض”.
ولكن كلما طال أمد الحرب، زاد الضغط على موقف روسيا في الأمم المتحدة. ولكن مثل العديد من الاجتماعات هنا، فإن الخطابة هي السلاح الرئيسي.