أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأحد، أن بلاده “ليست مع تصعيد التوتر في ليبيا، لكنها ستواصل دعم حق الحكومة الشرعية في طرابلس بالدفاع عن نفسها”، حسبما نقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية الأناضول.
وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حوار تليفزيوني، بحسب الأناضول، “لسنا مع تصعيد التوتر في ليبيا. ليس لدينا أي خطة أو نية أو تفكير لمجابهة أي دولة هناك، للحكومة الوطنية الليبية حق الدفاع عن نفسها. وتركيا حتما ستواصل تقديم دعمها لهذه الحكومة”.
التصريحات التركية، تأتي بينما يعقد البرلمان المصري، الاثنين، جلسة مناقشة تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي لإرسال قوات عسكرية مصرية إلى ليبيا، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس المصري التي توعد فيها بمواجهة أي تهديد للأمن القومي المصري، على خلفية معركة سرت المنتظرة بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية المدعومة من أنقرة، وقوات شرق ليبيا بزعامة خليفة حفتر المدعومة من مصر والإمارات وروسيا.
وتطرق قالن، في حواره التليفزيوني، وفقًا للأناضول، لقصف قاعدة الوطية الجوية في ليبيا، قائلًا “نوايا الذين طالبوا بوقف إطلاق النار وتحقيق السلام في ليبيا، كانت واضحة عندما قصفوا مطار معيتيقة ورددوا: يجب أن يكون حكم ليبيا بأيدينا، وحشدوا عسكريا في سرت والجفرة”، مشيرًا إلى أن تركيا وحكومة طرابلس تربطهما اتفاقية تعاون عسكري موقعة في ديسمبر/ كانون الأول 2019، والتي بمقتضاها تقدم أنقرة الدعم لحكومة السراج.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن “الوجود التركي في ليبيا حقق التوازن”، “عند حديثي بنظرائي في أمريكا وأوروبا، يعترفون لنا بهذا. ونحن لا نسعى لنيل التقديرات، بل لحل الأزمة، ودفع العملية السياسية، وفق قواعد الأمم المتحدة، ومخرجات مؤتمر برلين”.
وأوضح إبراهيم قالن، في تصريحاته، أن “الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، وراء خرق كافة الاتفاقات وعلى رأسها اتفاق الصخيرات، بإعلانه عام 2015 عدم الاعتراف به، رغم ذلك فإن داعميه هم مصر والإمارات، وفرنسا، وروسيا، ورغم تصريح روسيا وفرنسا بأنهما لا يدعمونه مباشرة، إلا أننا نرى الحقائق على الأرض”، مؤكدًا أن “الجدل الدائر حول محور سرت – الجفرة الليبيتين، يجب تقييمه ضمن سياق المشهد العام في ليبيا”.
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كرر في أكثر من مناسبة، تأكيده بأن معركة “سرت – الجفرة” تعد “خطًا أحمر” للأمن القومي المصري، معربًا عن استعداد بلاده للتدخل العسكري بشكل مباشر في ليبيا، في الوقت الذي فوض فيه البرلمان الليبي، مصر، للتدخل العسكري في المعارك الدائرة في ليبيا منذ سنوات.
وحول التطورات العسكرية فيما يخص معركة “سرت – الجفرة”، قال قالن، بحسب الأناضول، إن “قوات حفتر، تواصل منذ فترة إرسال التعزيزات إلى القاعدة العسكرية في الجفرة، منتهكة بذلك اتفاق الصخيرات”، “التعزيزات العسكرية المذكورة عبارة عن إرسال المرتزقة من قوات فاغنر، وغيرها من الميلشيات العسكرية الممولة من دولة الإمارات”.
وشدد المتحدث باسم أردوغان، على أن تواصل الأمريكيين مع حفتر، “لم يعد كما كان من قبل”، وكذلك روسيا، “بعد أن خيب الجنرال الانقلابي آمالها بعدم حضوره اجتماعاً على أراضيها قبيل مؤتمر برلين حول ليبيا”، وتابع “عند النظر إلى المشهد العام هذا، يتضح عدم وجود نية لدينا بمواجهة مصر أو فرنسا أو أي بلد آخر هناك (في ليبيا)”، حسبما نقلت الأناضول.