كوبا تكشف عن “شبكة” ترسل مواطنيها للقتال في أوكرانيا لصالح روسيا

 أعلنت كوبا عن اكتشافها لشبكة تعمل من روسيا تقوم بتجنيد الكوبيين للقتال من أجل حليفتها القديمة في أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية الكوبية، الاثنين، في بيان، إن “الكوبيين الذين يعيشون في روسيا وبعضهم في كوبا تم تهريبهم، ودمجهم في القوات العسكرية المشاركة في الحرب في أوكرانيا”.

ولم تقدم الوزارة سوى القليل من التفاصيل حول عمليات التهريب المزعومة، لكنها قالت إن السلطات تعمل على “تحييد وتفكيك” الشبكة.

ولم ترد تقارير عن اعتقال أي أشخاص يُزعم تورطهم في عملية التهريب.

وفي سبتمبر/أيلول، ظهرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي عن كوبيين قالوا إنهم كانوا يخدمون في القوات الروسية، لكن تم خداعهم للانضمام إلى الحرب ولاقوا معاملة سيئة عندما رفضوا القتال.

ولم نتمكن من التحقق بشكل مستقل من هذه الادعاءات، وليس من الواضح عدد الكوبيين الذين يقاتلون من أجل روسيا.

وشددت كوبا في بيانها على أنها “ليست جزءا من الحرب في أوكرانيا”، فيما لم يعلق الكرملين على هذه الاتهامات.

ويأتي الإعلان من قبل كوبا وسط جهود تبذلها روسيا لتعزيز قواتها في أوكرانيا، التي منيت بخسائر فادحة على أرض المعركة، وفي ظل الشكوك حول مستقبل مجموعة “فاغنر” للمرتزقة.

وأعلنت موسكو خطة في وقت سابق من هذا العام لزيادة قوة القوات المسلحة الروسية بنسبة 30% إلى 1.5 مليون جندي.

وفي يوليو/تموز، صوت مجلس الدوما الروسي على تمديد سن التجنيد العسكري ليشمل المواطنين من 18 إلى 30 عاما، بعد أن كان 27 عاما.

وخلال معظم فترات الصراع، تم دعم الجيش الروسي بمرتزقة متعاقدين مع فاغنر لكن بعد وفاة زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين، الذي قاد قواته في تمرد مُجهض ضد موسكو في يونيو/حزيران، ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا ستعتمد على قوات “فاغنر” لشن حربها في أوكرانيا.

وكانت كوبا حليفا رئيسيا للاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، وظلت العلاقات بين هافانا وموسكو دافئة منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا.

وكانت كوبا من أشد المدافعين عن الحرب الروسية، وألقت باللوم على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الصراع.

وفي الوقت الذي تكافح فيه كوبا أزمتها الاقتصادية الأسوأ منذ عقود، قامت روسيا بتزويد الجزيرة التي يديرها الشيوعيون بالمواد الغذائية التي تشتد الحاجة إليها وشحنات النفط الخام.

ومنذ بداية الحرب، وقعت الدولتان سلسلة من الاتفاقيات التي وعدت بزيادة الاستثمار الأجنبي الروسي في كوبا.

وفي مقابلة نادرة أجريت في شهر مايو/ أيار، قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، لشبكة RT الروسية التي تسيطر عليها الدولة، إن كوبا تدين “توسع الناتو نحو حدود روسيا”، مرددا أحد مبررات الكرملين لحربه الوحشية ضد أوكرانيا.

وزار دياز كانيل موسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي لحضور حفل إزاحة الستار عن تمثال للزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو.

كما سافر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو إلى كوبا في رحلتين منفصلتين هذا العام، وأشادا بالعلاقات بين البلدين.

روسيا تستغل “الدول اليائسة”

هناك سوابق تاريخية للكوبيين الذين يقاتلون إلى جانب روسيا ونيابة عنها.

وقال سيرغي رادشينكو، المؤرخ والأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة ، إنه في العديد من الصراعات في إفريقيا خلال الحرب الباردة “كان الاتفاق هو أن يقوم الكوبيون بتزويد الجنود، بينما يقوم السوفييت بتزويدهم بالأسلحة”.

وتدخل آلاف المقاتلين الكوبيين لدعم القوات الشيوعية في أنغولا عام 1975، وكذلك في إثيوبيا عام 1977، إلى جانب القوات السوفيتية وباستخدام المعدات السوفيتية.

وقال رادشينكو: “إن وجود مرتزقة كوبيين، يمكنك تسميتهم بالمرتزقة، أو في ذلك الوقت كانوا مقاتلين ثوريين، يعد سابقة طويلة الأمد فيما يتعلق بكوبا وبالعلاقات الكوبية الروسية”.

وفي كوبا، يتم الاحتفاء بهذه التدخلات العسكرية، التي غالبا ما كانت تستهدف مرتزقة دربتهم جنوب إفريقيا، باعتبارها لعبت دورا حاسما في إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

ومع ذلك، قال رادشينكو، إن البيان الصادر عن وزارة الخارجية الكوبية “يبدو وكأنه شيء مختلف تمامًا”، بسبب الإشارة إلى الإكراه.

وقال كريستوفر ساباتيني، وهو زميل بارز لشؤون أمريكا اللاتينية في معهد تشاتام هاوس إنه “لم يتفاجأ” بأن روسيا تبحث عن مرتزقة كوبيين لشن حربها.

وأضاف ساباتيني، إن  “هذا هو أسلوب العمل الروسي النموذجي المتمثل في جعل المرتزقة يقاتلون نيابة عنهم خاصة في الدول اليائسة”، مضيفا أن كوبا “على شفا كارثة إنسانية”.

وتابع أن ما كان مفاجئا هو رد فعل الحكومة الكوبية، الذي يشير إلى أن روسيا “لمست وترا حساسا”، وذكر أن “الحكومة الكوبية شديدة الولاء لحلفائها، وقيامهم بالإعلان عن ذلك هو مؤشر على أنهم يشعرون حقا بالإهانة والاستغلال من قبل حليف يستغل مواطنيهم في وقت الحاجة الماسة”.

وقال إنه “أمر مهين بشكل خاص أيضا، لأن الطريقة التي تكافئ بها هؤلاء المرتزقة هي منحهم فرصة للفرار من بلدهم، هذا يؤلم.”

وعرضت روسيا على المقاتلين الأجانب أكثر من 2000 دولار شهريا للقتال في أوكرانيا، وهي ثروة في كوبا حيث لا يكسب الأطباء هذا القدر من المال خلال عام كامل.

وبحسب ما ورد عرضت روسيا أيضا الجنسية للأجانب الراغبين في حمل السلاح.

وفي مايو/أيار، ذكرت صحيفة “فيدوموستي” الروسية أن المهاجرين الكوبيين الذين يعيشون في روسيا انضموا إلى الجيش الروسي، وأن “بعضهم يرغب في أن يصبح مواطنا روسيا”.

عن sherin

شاهد أيضاً

من “بطل منتصر” إلى سلسلة من النتائج السيئة.. إليك كيف انحدر مانشستر سيتي

 قبل 7 أشهر، لم تظهر أي علامات على تراجع هيمنة مانشستر سيتي، فقد كان لاعبو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *