العراق بين استقلال القرار.. والمصلح الإيرانية.. والاستراتيجية الأميركية

العراق بين استقلال القرار.. والمصلح الإيرانية.. والاستراتيجية الأميركية

 

مقال للصحفي : وسام رشيد الغزي

 

 

عندما إندلعت الحرب العراقية الايرانية بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1980 وأستمرت لثَمان سنوات لم تكن حرب نُزهة، أو تفريغ طاقات فائضة عن الحاجة، بل كانت معارك لِمد النفوذ داخل العراق ، وكسر الإرادة، مهما اختلفت أسبابها، ومن المعتدي والمُعتدىٰ عليه، فالمصالح القومية العليا هي دفعت باستمرار ضراوتها ونزيف دمائها وحرق ثروات البلدين.

المصالح الإيرانية في المنطقة لم تكن هدف الثورة الفتية بل هيّ امتداد لجملة سياسات وحركات وحروب شاهدنا صورها محفورة في ذاكرة التأريخ لقرون طويلة من الزمن، والعراق هو العقبة الأكبر والأبرز والأهم، فهو مفتاح الخارطة التي من خلالها يترسخ ذلك النفوذ ويصل الى مدياته المرسومة بدماء مئات الآلاف من المقاتلين المتحمسين لرؤية مستقبل بلادهم حاضراً في عواصم عديدة مثل بغداد وبيروت وصنعاء ودمشق.

هذا التزاحم على حدود البلاد ليس بعيداً عن الخطط والأهداف الاستراتيجية المتعلقة بنوايا القوى الدولية إزاء المنطقة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، بل ارتبطة باستراتيجيات لا مصالح قومية، ولم يقتصر على منطقة الشرق الأوسط أو الأدنى، فالاستراتيجية الأمريكية تتعدى منطق الوحدة الجغرافية للإقليم، وكافة المناطق الساخنة من كوريا الشمالية الى القرن الأفريقي.

وضعت تلك الدول خططاً ومبادئ عامة سارت عليها لعقود، بفرض الهيمنة وتعزيز التواجد الذي لم يقتصر على قطعات عسكرية أو مؤسسات اقتصادية، بل مجموعة أفكار ثقافية تحولت على مادة مطلوبة لدى شعوب تلك المنطقة وفي مقدمتها العراق، فزادت من حجم التزاحم الى ثقافي مع هوية و تراث البلاد.

لا أبالغ إن قلت إن هوية البلاد الثقافية مرتبطة بقوة قرارها السيادي، وإن مصلحة البلاد وعلى كافة المستويات غائبة تماماً عن أهداف الدول المتصارعة( أميركا- إيران) وهذا ما يستوجب أن يعيّ الشعب العراقي إن إمكانات النهضة وفرصة التخلص من قيود الدول الأخرى تتلخص فقط بإرادة جماهيرية ووطنية شابة داعمة لقرار وطني منفرد دون ضغوط أو مزايدات.

الإصرار على -تحرير القرار السياسي- بدعم شعبي، واستثمار التناقضات الدولية، وملأ الفراغات في كثير من نقاط الخلاف والتوتر في الداخل، ولَجم الأصوات غير المنتجة، وغير الخاضعة للمنظور الشعبي العام، كل تلك الإجراءات ليست بالأمور المستحيلة بظل أجواء مشحونة بتلك الاتجاهات.

ولغرض تحديد ملامح اللعبة من جديد يكفي المرور سريعاً بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ورؤية هواجس ملايين الأرقام التي تعبر بالضرورة عن رغبة شعبية جامحة في الخروج من دوائر الصراع والهيمنة، الى الفضاء الوطني الحر، وإجراء خطوات استراتيجية لبناء الدولة وفق مصلحة عراقية ثابتة، عراقية فقط دون اعتبارات الدس و”التغييم” على من يملك إمكانية اتخاذ القرار.

عن جاسم العامري

شاهد أيضاً

عناق ودموع.. لحظات مؤثرة بين أديل وسيلين ديون في لاس فيغاس

عاشت النجمتان أديل وسيلين ديون لحظات مؤثرة خلال حفل للمغنية البريطانية أحيته في “الكولوسيوم” بقصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *