هل سمعت سابقًا عن مصطلح “الهذيان مفرط النشاط” الذي يستخدمه بعض ضباط الشرطة، والأطباء، وخبراء المحكمة، عند وفاة شخص أثناء الحجز، كمبرر لتوضيح موقف الشرطة من استخدام العنف؟
ترفض مجموعة من أطباء الطوارئ اليوم استخدام هذا المصطلح. وبحسب الدكتورة ميشيل هيسلر، المديرة الطبية لمنظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، ستزيل حركة الكلية الأمريكية لأطباء الطوارئ (ACEP) هذا المصطلح من المحاكم.
وأوضحت بعض الجمعيات الطبيّة أنّ مصطلح “الهذيان مفرط النشاط” مرتبط بالعنصرية، ويُستخدم بشكل غير متناسب في وفاة السود.
وفي الواقع، تم استخدامه بالفعل في أحد أبرز القضايا خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا في قضية وفاة جورج فلويد، بعام 2020.
وقالت جوانا نابلس ميتشل، وهي مستشارة الأبحاث الأمريكية لمنظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” التي شاركت في تأليف تقرير من عام 2022 تتبّع تاريخ هذا المصطلح وتأثيره، إنّ خطوة ACEP تشكل “نقطة تحوّل هائلة”.
واعتبرت ACEP هذه المتلازمة فئة فرعية من الهذيان.
وفي الدراسات، تم وصف شخص مصاب بالهذيان مفرط النشاط بأنه مضطرب، أو عدواني، أو مشوش. وكان يُعتقد أن هذه الحالة العاطفية الشديدة قد تؤدي إلى وفاته.
وفي الواقع، لم يتم اعتبار الهذيان مفرط النشاط تشخيصًا رسميًا قط كونه غير مدرج في المواد المرجعية التي يستخدمها متخصصو الصحة العقلية.
ولا يمكن الكشف عنه من خلال اختبار دم أو أي اختبار تشخيصي.
وخَلُصَ تقرير “أطباء من أجل حقوق الإنسان” لعام 2022 إلى أن المصطلح “لا معنى له علميًا”.
وفي عام 2020، تبّنت الجمعية الأمريكية للطب النفسي موقفًا ضد التشخيص، قائلةً إنّه “غير محدد”، و”يفتقر إلى معايير تشخيصية واضحة”.
وفي العام نفسه، اعتمدت الجمعية الطبية الأمريكية سياسة تُعارض “الهذيان مفرط النشاط” كتشخيص طبي. وحذّرت المستجيبين الأوائل من استخدام التدخلات الدوائية دون سبب طبي مشروع.
وأوضحت الجمعية الطبية الأمريكية أنّ سياستها ظهرت لاستخدام الشرطة هذا المصطلح بشكلٍ متكرر، والتدخلات الدوائية مثل الكيتامين “كمبرر لفرض قوتها، خصوصًا عند وفاة الرجال السود في الخضوع للحجز عند إنفاذ القانون”.
وفي فبراير/ شباط، قالت الكلية الأمريكية لعلم السموم الطبية إنّه نظرًا لاستخدامه في “سياقات متعددة لأسباب مختلفة، وتحوله لمصطلح مرتبط بالعنصرية، فقد حان الوقت لوقف استخدام هذا المصطلح”.
وفي أبريل/نيسان، أصدرت الرابطة الوطنية للفاحصين الطبيين بياناً طلبت فيه من أعضائها بالتوقف عن إدراج الهذيان مفرط النشاط كسبب للوفاة.
وهذا الأسبوع، وقّع حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، على تشريع من شأنه أن يجعل كاليفورنيا أول ولاية تحظر الهذيان مفرط النشاط كتشخيص وسبب للوفاة.