في أمريكا..الموافقة على أول اختبار لفحص خطر التعرّض لاضطراب تعاطي المواد الأفيونية

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على أداة جديدة تستخدم الاختبارات الجينية للمساعدة على تقييم ما إذا كان بعض الأشخاص معرضين لخطر الإصابة باضطراب تعاطي المواد الأفيونية.

ويعد اختبار AutoGenomics AvertD المخصّص للبالغين الذين يفكرون بخوض دورة قصيرة المدى من مسكنات الألم الأفيونية من طريق الفم، بعد إجراء عملية جراحية مخطط لها، مثلًا. ويمكن وصفه فقط للأشخاص الذين ليس لديهم تعاطي سابق للمواد الأفيونية، ويجب على المرضى الموافقة على إجراء الاختبار.

ولا يشمل الاختبار من يتعالجون من ألم المزمن.

وقال الدكتور جيف شورين، مدير مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في بيان له: “إن أزمة المواد الأفيونية، وهي واحدة من أعمق قضايا الصحة العامة التي تواجه الولايات المتحدة، تدعو إلى اتخاذ تدابير مبتكرة لمنع وتشخيص وعلاج اضطراب استخدام المواد الأفيونية، بما في ذلك تقييم خطر الإصابة بهذا الاضطراب”.

وأضاف: “تمثل هذه الموافقة خطوة أخرى إلى الأمام في إطار جهود إدارة الغذاء والدواء المبذولة للحد من حالات جديدة من اضطراب تعاطي المواد الأفيونية، ودعم علاج المصابين بهذا الاضطراب وتقليل إساءة استخدام المسكنات الأفيونية”.

ومع ذلك، فإنّ بعض الخبراء يشككون باستخدامه في الممارسة السريرية، ويحذرون من أن بعض قيوده قد يكون لها عواقب خطيرة غير مقصودة.

ويستخدم اختبار AvertD عينة من مسحة الخد لتحليل 15 علامة وراثية تشارك في مسارات المكافأة في الدماغ والمرتبطة بالإدمان.

لكن الدكتور أندرو ساكسون، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية بكلية الطب في جامعة واشنطن، رأى أنّ علم الوراثة أمر معقد، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الجينات المختلفة تساهم في هذا التأثير.

وأوضحت الدكتورة كاثرين كيز، أستاذة بكلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا، التي تركز أبحاثها على علم الأوبئة في الطب النفسي وتعاطي المخدرات، أن هناك أدلة على أن هذه العوامل يمكن أن تظهر بدرجات متفاوتة عبر المجموعات السكانية، ما قد يجعل من الصعب تحديدها في العينات السكانية.

وقالت: “لذا فإن احتمالية أن يكون للاختبار الجيني الذي تم تطويره تجاريًا لاضطراب تعاطي المواد الأفيونية، نوع من الصلاحية التي قد نحتاجها حقًا لدفع الممارسة السريرية، استنادًا إلى المؤلفات العلمية الأوسع، يبدو أمرا مستبعدا”.

وتابعت:”إذا قمت بطرح سؤال مثل، هل لديك تاريخ عائلي من الإدمان؟ فسأفترض أنه سيعطي تصنيفًا أفضل للمخاطر مقارنة بهذا الاختبار الجيني”.

من جهته قال ساكسون إنه حتى سؤال المريض عن تاريخه في تعاطي المخدرات، خصوصًا تعاطي التبغ، يمكن أن يكون له القدر ذاته من الفائدة.

وإذا تم الاعتماد على الاختبار الجيني بشكل كبير، فإنّ النتيجة السلبية الكاذبة في الاختبار يمكن أن تمنح المرضى ومقدمي خدماتهم إحساسًا مبالغًا فيه بالأمان بشأن خطر الإصابة باضطراب تعاطي المواد الأفيونية، كما أنّ النتيجة الإيجابية الكاذبة يمكن أن تحد من وصول المريض إلى الأدوية المفيدة.

وكان تحليل المخاطر والفوائد في قلب مناقشة حول الاختبار خلال اجتماع اللجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022، وصوتت اللجنة المستقلة في النهاية ضده بأغلبية 11 صوتًا مقابل صوتين.

وعملت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاحقًا مع شركة AutoGenomics حيث قامت بتعديل الاختبار. وتتطلبت شروط الموافقة الجديدة من الشركة توفير التدريب لمقدمي الرعاية الصحية على الاستخدام المناسب للاختبار، وإجراء دراسة كبيرة لتقييم أداء ما بعد السوق مع تقارير مرحلية منتظمة.

وقال شورين إن المعلومات الواردة من الاختبار “قد تساعد المرضى الذين يشعرون بالقلق بشأن علاجهم بأدوية أفيونية لعلاج الألم الحاد، على اتخاذ قرارات مستنيرة بشكل أفضل”.

وتابع: “يجب استخدام هذه المعلومات كجزء من التقييم السريري الكامل وتقييم المخاطر؛ ولا ينبغي استخدامه بمفرده لاتخاذ قرارات العلاج”.

كان حوالي 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة تبلغ أعمارهم 12 عامًا وما فوق يعانون من اضطراب تعاطي المواد الأفيونية في عام 2022، وفقًا لبيانات المسح الأخير من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.

وقد ارتفعت الوفيات الناجمة عن تعاطي جرعات زائدة من المخدرات في السنوات الأخيرة، حيث بلغت نسبة المواد الأفيونية حوالي ثلاثة أرباع الحالات.

وتوفي أكثر من 83 ألف شخص بسبب جرعة زائدة من المواد الأفيونية العام الماضي، وفقا لبيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

وأضافت كييز: “ما زلت أعتقد أن المواد الأفيونية الموصوفة تبقى عامل خطر بارز لتطور اضطراب تعاطي المواد الأفيونية. أود فقط أن أشجع الأطباء للاطلاع على الأدبيات والتأكد من أنهم مرتاحون لمستوى سلامة المنتج”.

عن sherin

شاهد أيضاً

من “بطل منتصر” إلى سلسلة من النتائج السيئة.. إليك كيف انحدر مانشستر سيتي

 قبل 7 أشهر، لم تظهر أي علامات على تراجع هيمنة مانشستر سيتي، فقد كان لاعبو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *