أعلن عبدالقادر عبدالنبي، شيخ الصيادين في قرية الزوامل بمحافظة الشرقية، شمال شرق مصر، أن فريق الصيادين تمكن من صيد التمساح الذي أثار الرعب والفزع بين أهالي القرية، وذلك بعد ستة أيام من البحث والمراقبة.
وأوضح عبد النبي في تصريحات خاصة ، أن التمساح الذي يبلغ طوله نحو 80 سنتيمترًا، تم اصطياده صباح اليوم على البر بعد انتظاره عند ظهوره المعتاد عند شروق الشمس وقبل الغروب، مؤكدًا أن الفريق لم يكتفِ بالمراقبة، بل اختار اللحظة المناسبة للإمساك به لضمان السيطرة التامة عليه.
وأكد شيخ الصيادين أن عملية الصيد تمت باستخدام معدات متخصصة تتحمل الحركة المفاجئة للتمساح، مشيرًا إلى أن الفريق ضم نحو 20 صيادًا وخبراء مختصين في التعامل مع التماسيح، متجهين حاليًا إلى إدارة شؤون البيئة في مدينة الزقازيق لإعداد محضر رسمي، بما يتيح للجهات البيطرية المختصة استلام التمساح بعد توثيق العملية، وسط تنسيق مع عدة جهات شاركت في البحث والرصد لضمان السلامة.
وأثار ظهور تمساح في قناة مائية بإحدى قرى محافظة الشرقية شمالي شرق مصر حالة من الذعر،ما دفع محافظة الشرقية لتشكيل لجنة عاجلة فور تداول أنباء عن وجود تمساح في قرية الزوامل، للتحقق من الواقعة ومتابعة الوضع الميداني في المصرف المائي، والتأكد من سلامة المواطنين في المناطق المحيطة بالمصرف الممتد بين عدة قرى، إضافة إلى متابعة مصدر ظهور التمساح وأسباب وجوده واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أي مخاطر محتملة.
وفي تصريحات سابقة، قال عبد القادر عبد النبي، إن التمساح يظهر في أوقات ثابتة تقريبًا خلال اليوم، حيث يخرج إلى الشاطئ في حدود العاشرة صباحًا للحصول على الشمس، ثم يعاود الظهور مرة أخرى قبل الغروب، قبل أن يعود إلى المياه، مشيرًا إلى أن حجمه الصغير يجعله غير قادر على تشكيل أي خطورة على الأهالي أو الصيادين.
وأوضح عبد النبي، أن تأخر الإمساك بالتمساح خلال الأيام الماضية كان بسبب الازدحام الشديد على ضفاف المصرف بعد انتشار الأخبار، وهو ما تسبب في إرباك حركة التمساح وجعله أكثر حذرًا.
وأشار إلى أنه جلب شِباك مصنوعة من السلك المتين، وهي الشباك المستخدمة عادة في التعامل مع التماسيح الصغيرة، نظرًا لقدرتها على تحمل الحركة المفاجئة للحيوان والسيطرة عليه، لافتا أن “هذه العدة سيتم إلقائها في النقطة التي اعتاد التمساح الظهور فيها، بهدف الإحاطة به والتمكن من سحبه بأمان”.
وأرجع شيخ الصيادين سبب الظهور النادر لهذا التمساح في هذه القناة المائية “ربما يكون ناتجًا عن قيام أحد الأشخاص بتربيته في منزله ثم التخلص منه بعد أن كبر حجمه”، لافتا أن المياه في هذا المصرف غير صالحة بيئيًا لحياة التماسيح، نظرًا لارتفاع نسبة الملوثات، مثل الرصاص والألومنيوم، فضلًا عن عدم توفر بيئة مناسبة يمكن للتمساح فيها بناء عش أو وضع بيض.
وقال إن الصيادين المشاركين في عمليات البحث قدموا من عدة قرى، من بينها ميت أبو علي وفاقوس وكفر صقر، وجميعهم صيادون معتمدون ولديهم خبرة طويلة في هذا النوع من المهام، ويتواصلون بشكل مستمر مع مسؤولي المحافظة لضمان إنهاء عملية الصيد بشكل آمن وسريع.