أدانت تايوان الجولة الأخيرة من التدريبات العسكرية الصينية حول الجزيرة، واعتبرتها “استفزازا غير عقلاني”، بعد أن نشرت بكين سفنا حربية وطائرات مقاتلة ووصفتها بأنها “تحذيرا صارم” لـ”الأعمال الانفصالية لقوات استقلال تايوان”.
وقالت قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني، الاثنين، إن التدريبات، التي تشتمل على عمليات مشتركة للجيش والبحرية والقوات الجوية والقوة الصاروخية، تجري في مضيق تايوان، وهو مسطح مائي ضيق يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين، وكذلك لتطويق تايوان.
وأصبحت التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان متكررة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وتتزامن مع الأحداث التي أغضبت بكين.
وفي أغسطس/آب 2022، أطلقت الصين أسبوعا من التدريبات العسكرية بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك، نانسي بيلوسي للجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي.
وأُجريت تدريبات مماثلة في مايو/أيار الماضي، بعد تنصيب الرئيس التايواني، لاي تشينغ تي، الذي انتقدته بكين ووصفته بأنه “انفصالي خطير”. وأُطلق على أحدث التدريبات الاسم الرمزي Joint Sword-2024B، “السيف المشترك- 2024 بي”، مما يعني أنها متابعة للتدريبات التي جرت قبل خمسة أشهر.
وقبل التدريبات، نشرت القيادة الشرقية للمسرح مقطع فيديو دعائيا بعنوان “مستعدون للمعركة” عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويظهر الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقة تقريبا طائرات مقاتلة وسفنا حربية وسفنا هجومية برمائية في الجو وفي البحر، وقاذفات صواريخ متنقلة يتم تحريكها إلى مكانها. وقال النص المرفق بالفيديو: “مستعدون للمعركة في جميع الأوقات ويمكننا القتال في أي وقت”.
وردا على ذلك، وفي بيان لها، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها تدين بشدة التدريبات ووصفتها بأنها “استفزاز غير عقلاني” من جانب الصين، وأضافت أنها أرسلت قواتها الخاصة.
وقالت وزارة الدفاع الصينية، الأحد، إن حاملة الطائرات الصينية لياونينغ دخلت المياه القريبة من قناة باشي الاستراتيجية جنوب تايوان، التي تفصل الجزيرة عن الفلبين، وإنها تتوقع أن تبحر حاملة الطائرات باتجاه غرب المحيط الهادئ.
وجاءت التدريبات الصينية بعد أن ألقى الرئيس التايواني لاي خطابا في اليوم الوطني لتايوان، الخميس، قال فيه إن الجزيرة “ليست تابعة” للصين، وإن بكين “ليس لها الحق في تمثيل تايوان”.
وجاء الخطاب عقب تصريحات سابقة، حيث قال لاي إنه “يستحيل تماما” أن تصبح الصين الشيوعية الوطن الأم لتايوان، وإن تايوان بالفعل “دولة مستقلة وذات سيادة”.
ولطالما واجه لاي منذ فترة طويلة غضب بكين بسبب دفاعه عن سيادة تايوان، ورفضه لمطالبات الحزب الشيوعي الصيني بالجزيرة.
ورغم عدم سيطرته على تايوان أبدا، تعهد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين “بإعادة التوحيد” بالقوة إذا لزم الأمر مع الجزيرة الديمقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي. لكن العديد من سكان الجزيرة يعتبرون أنفسهم تايوانيين بشكل واضح، وليس لديهم رغبة في أن يكونوا جزءا من جمهورية الصين الشعبية.
وتعهد القادة الصينيون المتعاقبون بالسيطرة على تايوان في المستقبل. لكن شي جينبينغ، الزعيم الصيني الأكثر حزما منذ عقود، صعد من خطابه ضد الجزيرة الديمقراطية، مما أدى إلى تأجيج التوتر عبر المضيق، وإثارة المخاوف بشأن مواجهة عسكرية.
وقال جيش التحرير الشعبي إنه أطلق التدريبات، الاثنين، “مع اقتراب السفن والطائرات من جزيرة تايوان من مختلف الاتجاهات”.
وبحسب بيان صادر عن القيادة الشرقية لجيش التحرير الشعبي، ركزت التدريبات على “دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي، وحصار الموانئ والمناطق الرئيسية، والهجوم على الأهداف البحرية والبرية وبسط السيطرة الشاملة على ساحة المعركة”.
ولم يذكر جيش التحرير الشعبي ما إذا كانت التدريبات تشتمل على تدريبات بالذخيرة الحية، وحتى الآن، لم تطلق الصين أي صواريخ. وشملت التدريبات السابقة في عام 2022 إطلاق الصواريخ.
وتظهر خريطة أصدرتها القيادة أن التدريبات تجري في تسع مناطق تحيط بتايوان، بالإضافة إلى جزرها النائية الأقرب إلى البر الرئيسي للصين.
كما شاركت في التدريبات قوات خفر السواحل الصينية، التي تعمل في المناطق المحيطة بتايوان وجزر ماتسو ودونغين النائية، الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للصين.
وبين الساعة 5 صباحا، و8 صباحا بالتوقيت المحلي، الاثنين، رصدت وزارة الدفاع التايوانية 25 طائرة صينية، بما في ذلك 16 طائرة عبرت خط المنتصف، وهي نقطة ترسيم غير رسمية في مضيق تايوان لا تعترف بها بكين، ولكن كانت تحترمها إلى حد كبير حتى السنوات الأخيرة.
كما تم رصد ما مجموعه 11 سفينة حربية صينية، بالإضافة إلى سفن خفر السواحل الإضافية بالقرب من مضيق تايوان، بحسب تقارير لوسائل الإعلام المحلية.