تجمع مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة ييل الأمريكية، مساء الثلاثاء، احتجاجًا على زيارة مرتقبة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
ومن المتوقع أن يلقي الوزير اليميني المتشدد كلمة الأربعاء (بالتوقيت المحلي) أمام جمعية “شبتاي”، وهي جمعية يهودية لطلاب جامعة ييل، غير تابعة رسميًا لرابطة جامعات “آيفي ليج” الطلابية.
وقال متحدث باسم جامعة ييل ، إن “مجموعة غير مسجلة” تضم 200 شخص، غير “منتمين لأي منظمة طلابية معترف بها”، تجمعت، الثلاثاء، ونصبت 8 خيام في ساحة بينيكي، وهي ساحة مركزية في حرم جامعة ييل.
وهتف المتظاهرون في الساحة: “الشعب المتحد لن يُهزم أبدا” و”فلسطين ستتحرر”، وفقًا لمقاطع فيديو للاحتجاج.
وانفضت المجموعة الساعة 11 مساءً، وذكر المتحدث باسم جامعة ييل في بيان، الثلاثاء، بأن “مسؤولي الجامعة أوضحوا سياسات جامعة ييل وعواقب انتهاكها، ووجهوا تحذيرا أخيرا، ووزعت على المتظاهرين سياسات الجامعة للتجمع السلمي، مثل الحفاظ على سلامة الجميع جسديا، وعدم إغلاق المداخل والمخارج، وعدم تعطيل عمليات الجامعة”.
وأضاف المتحدث أن “بعض الطلاب الذين حذرهم مسؤولو الحرم الجامعي في حوادث سابقة انتهكت سياسة الجامعة، تلقوا إشعارات كتابية، وهم عرضة لإجراءات تأديبية فورية”، لكنه لم يفصل عدد الذين تلقوا هذه الإشعارات.
وجاء احتجاج الثلاثاء بعد وقت قصير من اجتماع المجموعة مع مسؤولي جامعة ييل لمناقشة “انتهاكات سياسة الحرم الجامعي الأخيرة”، حيث “حذروا من أن أي انتهاكات أخرى ستعرض امتيازات المجموعة للخطر”، وفقا للجامعة.
وألغت جامعة ييل منذ ذلك الحين تسجيل المجموعة كمنظمة طلابية، حيث صرح المسؤولون بأنهم يحققون أيضًا في مخاوف بشأن “سلوك معادٍ للسامية مُقلق في اجتماع الثلاثاء”، وفقًا لما ذكرته الجامعة في بيان محدث، الأربعاء.
وجاء في البيان: “تُدين جامعة ييل معاداة السامية وستُحاسب من ينتهكون سياساتنا من خلال إجراءاتنا التأديبية“.
ودعا حساب على إنستغرام يُدعى @yalepalestineactions إلى احتجاجات إضافية الأربعاء، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت هناك أي مظاهرات مُنظمة مُقررة.
من المتوقع أن يُلقي بن غفير خطابه مساء الأربعاء في “شبتاي”، وهي جمعية في جامعة ييل، حيث يجتمع طلاب الدراسات العليا والجامعية أسبوعيًا لتناول العشاء وإلقاء محاضرات خاصة في قصر خارج الحرم الجامعي.
واستضافت الجمعية، التي تُطلق على نفسها اسم “جمعية القيادة اليهودية العالمية”، مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي، والسيناتور الأمريكي كوري بوكر، الذي شارك في تأسيس الجمعية كطالب قانون في جامعة ييل عام 1996، وفقًا لموقعها الإلكتروني.
وقال ميتشل دوبين، الطالب في السنة الأخيرة بجامعة ييل والعضو في جمعية شبتاي، إنه يتطلع إلى زيارة بن غفير “بروح الحوار المفتوح“.
وأضاف: “لا تسعى شبتاي إلى إضفاء الشرعية على قادة العالم أو نزع الشرعية عنهم بل إنها توفر مساحةً تُناقش فيها الأفكار بدقة، وتُناقش السياسات بنزاهة، ويُحافظ فيها على الحوار المدني حتى في ظل الضغوط“.
وأعرب بن غفير، اليميني المتشدد، علنًا عن إعجابه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مُشيدًا بفخر بخطته لإعادة توطين سكان غزة خارج الأراضي الفلسطينية.
واستقال من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في يناير/ كانون الثاني لمعارضته اتفاق وقف إطلاق النار الذي شهد عودة الرهائن الإسرائيليين من غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من سجون إسرائيل، ولم يعد إلى الحكومة إلا الشهر الماضي عندما استأنفت إسرائيل حربها على غزة.
وسبق أن أُدين بن غفير بـ”دعم الإرهاب والتحريض على العنصرية ضد العرب”، واعتُبر متشددا لدرجة أن الجيش الإسرائيلي طرده من الخدمة.
وهذه هي زيارته الأولى للولايات المتحدة كوزير للأمن القومي.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول، حثّت مجموعة من 90 عضوًا ديمقراطيًا في الكونغرس الرئيس السابق جو بايدن على معاقبة غفير و وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وكلاهما يقودان أحزابًا قومية متشددة داخل حكومة نتنياهو.
وفي النهاية، اختارت إدارة بايدن عدم فرض عقوبات على وزراء الحكومة الإسرائيلية.
اعتقال العشرات في جامعة ييل العام الماضي
ويأتي الاحتجاج الجديد في حرم نيو هافن بعد عام واحد بالضبط من اعتقال 45 متظاهرًا واتهامهم بـ”التعدي الجنائي” عندما رفضوا أوامر مغادرة ساحة بينيكي، كجزء من موجة مظاهرات شهدتها الجامعات الأمريكية في الربيع الماضي وسط حرب غزة التي أعقبت هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وكجزء من دعمهم للفلسطينيين في غزة، طالب المتظاهرون في حرم جامعة ييل الجامعة بالتخلص من الاستثمارات في الشركات المرتبطة بالجهود العسكرية الإسرائيلية هناك.
وفي الأسابيع الأخيرة، كانت جامعة هارفارد، وهي جامعة أخرى من جامعات رابطة “آيفي ليج”، في مقدمة جهود إدارة ترامب لوقف الاحتجاجات الجامعية، معتبرةً أنها أمثلة على معاداة السامية.
وتطالب إدارة ترامب جامعة هارفارد بمنحها حق الوصول إلى جميع التقارير الجامعية حول معاداة السامية والتحيز ضد المسلمين في الحرم الجامعي منذ أكتوبر 2023، مع تصعيد المواجهة مع المدرسة التي تخاطر بمليارات الدولارات من الأموال الفيدرالية وسط دفع أوسع نطاقا لجعل الكليات الأمريكية النخبوية متوافقة مع مطالبها السياسية.