بسبب شكلها الكروي، قد تظن هذه الهياكل هي مجرد مجموعة من نباتات الصبار الصحراوي، ولكنها في الحقيقة عبارة عن تصميم مبتكر لنُزُل يأخذ التخييم إلى مستوى جديد تماماً.
وفي بداية أغسطس/آب، أعلنت “هيئة البيئة – أبوظبي” بالتعاون مع مؤسسة “بي بريدرز”، عن أسماء الفائزين في مسابقة تصميم معماري، تم إطلاقها في نهاية العام الماضي.
وتضمن الأمر تصميم مشروع من أجل مسابقة نزل الكثبان الرملية في محمية المها العربية بأبوظبي.
وجاء في المركز الثاني لهذه المسابقة فريق يتكون من ناتاليا ورزاك، ورولاندو رودريجيز، من المكسيك، وذلك بفضل مشروعهما الفريد الذي يُدعى “عين الربع الخالي” (The Rub’ Al Khali OCULUS)، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
يبدو مثل صبار ضخم وسط الصحراء
وخلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت المديرة والشريكة المؤسسة لوكالة تصميم “AIDIA STUDIO”، ناتاليا ورزاك: “في الواقع، التصميم مستوحى بالفعل من أنواع الصبار الصحراوي التي تتميز بجلود خارجية سميكة، وقابلة للطي، وزعانف توزع الحرارة والإشعاع الشمسي”.
واشترطت المسابقة أن يكون تصميم النُزُل مستداماً، وأن يوفر فرصة مشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة، ومراقبة المها العربية عن قرب، والتمتع بجمال الصحراء سواءً في النهار أو الليل، وفقاً للوكالة.
وللإمتثال لهذه المتطلبات، ابتكر الفريق “نظام جلدي متكيف” يتقلص ويتراجع بحسب الحاجة، وفقاً لما ذكرته.
وعند قمة النُزُل، ينثني النظام الجلدي إلى الأسفل ليكشف عن قبة تسمح برؤية المجرة ليلاً بشكل غير متقطع.
وخلال النهار، يتراجع الجلد من الجانب ليفتح الجهة الأمامية للنُزُل، ويكشف عن الأبواب التي تؤدي إلى السطح الأمامي.
وأكدت ورزاك أن طبقة الجلد “ستكون قادرة على الانتشار بشكل كامل من أجل توفير الخصوصية”.
ويوفر هذا التصميم المبتكر فرصة رائعة لمراقبة الحياة البرية، وشرحت ورزاك: “عند نشر التظليل بالكامل، تُصبح الكبسولة مموهة مع محيطها، وتُصبح غير ملحوظة بالنسبة للحياة البرية”.
وإلى جانب ذلك، تضمن المواد الطبيعية والألوان المختارة لنسيج النُزُل قدرته على الإندماج مع الخلفية التي تتكون من الكثبان الرملية.
التخييم بأناقة في واحدة من أكثر الأماكن قسوة على وجه الأرض
وأصبح شكل جديد من أشكال الضيافة ينتشر في جميع أنحاء العالم، وهو “glamping”، ويُشير إلى التخييم والاستمتاع بالطبيعة دون التخلي الرفاهية ووسائل الراحة، حسب ما ذكرته ورزاك.
وقالت ورزاك: “نعتقد أن قضاء ليلة في الربع الخالي، وهو موقع من أكثر الأماكن قسوةً على الكوكب، سيكون تجربة مشوقة وفريدة، ويمكن القيام بها بأسلوب أنيق”.
ويوفر النُزُل جناحاً واسعاً بتصميم مفتوح ومطل على مواطن الحياة البرية.
وإلى جانب ذلك، يتضمن أيضاً مساحة خاصة للاسترخاء والتأمل، مع بقاء كل التركيز على المناطق المُحيطة.
وعندما يأتي الأمر للاستدامة، يقترح التصميم طريقة مبتكرة لاستغلال الطاقة الشمسية المتوفرة بكثرة في صحراء الربع الخالي.
وستكون كل وحدة سكنية مزودة بخزان مياه يشتمل على نظام ترشيح، ونظام لإعادة تدوير المياه الرمادية.