ألقى شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الأربعاء، الضوء على سيرة النبي محمد مؤكدا أنه لولاه ولولا ما أرسل به من عند الله لبقيت الإنسانية في ظلام وضلال إلى يوم القيامة، وذلك في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى المولد النبوي بحضور الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي.
وقال الطيب: “الحديث عن سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، هو ما يبعث في قلوب المسلمين يقينا لا يهتز بأن بقاء الإسلام وخلوده، وطبع اسم نبيه علي جبين الزمان، أمر تولاه الله بنفسه، وأراه لنبيه رأى العين، وهو يشاهد مشارق الأرض ومغاربها، لافتا إلى أن الرسول الكريم أمرنا باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين والتمسك بها”.
وتابع قائلا: “لولا النبي محمد وما أرسل به من عند الله لبقيت الإنسانية كما كانت قبل بعثته في ظلام دامس وفي ضلال مبين إلى يوم القيامة”، مؤكدا أن النبي محمد هو النور الذي يبدد الله به ظلمات الشكوك والأوهام”.
وأضاف وفقا لما نشره الأزهر على صفحته الرسمية بفيسبوك: “نحن نحتفل اليوم بذكري مولد النبي الشريف، لا نحتفل بمجرد شخص بلغ الغاية في مدارج الأخلاق العليا ومراتب الكمال القصوى، وإنما نحتفل بتجلي الإشراق الإلهي على الإنسانية جمعاء، وظهوره في صورة رسالة إلهية ختمت بها جميع الرسالات، وكلف بتبليغها للبشرية نبي خاتم، بلغ الرسالة وأدي الأمانة، ونصح الأمة، ولم يتركها حتي وضعها علي محجة الحق والخير والجمال، وحذرها من الهوان والمذلة، إذ انحرفت إلي طرق أخري لا ترجع منها إلا إلي هلاك محقق ودمار مؤكد”.
واستطرد: “نحن لا نرتاب لحظة في أن الإسلام والقرآن والرسول الكريم مصابيح إلهية تضيء على الأرض طريق الإنسانية وهي تبحث عن سعادتها في الدنيا والآخرة، وأن هذه المصابيح الثلاثة محفوظة بحفظ الله ومشيئته ووعده، كما لا نرتاب في دحر المعتدين عليها أيا كانت أجناسهم وأعراقهم وكيفما كانت ملتهم وعقائدهم.. من كان أبوه أو أبنه أو عائلته أو ماله أحب إليه من الله ورسوله، فعليه أن ينتطر ما سيحل به عاجلا أو أجلا ثم إنه من الفاسقين.. وليس المراد من الحب هنا الحب العاطفي الحسي الذي هو الميل النفسي وهواها وهذا الحب خارج عن اختيار المرء وعن استطاعته ولكن المطلوب هو الحب العقلي الاختياري الذي يتكون نتيجة النظر والعلم، كمحبة الأبطال والعظماء وأصحاب الخلق الرفيع”.