أثار قرار البطل الأولمبي الأردني أحمد أبوغوش، اعتزاله الخميس عبر منشور على صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك، عاصفة من الجدل في أوساط الأردنيين والنشطاء، وسط تضارب في الروايات المتعلقة بأسباب اعتزاله، كشفت إحداها عن توقيفه لدى السلطات الأمنية على خلفية قضية “جنائية” بحسبها، كما أصدر الاتحاد الأردني للعبة التايكواندو بيانا أكد فيه عدم تبلغه رسميا بذلك.
وحقق أبوغوش البطل في التايكواندو، في 2016 أول ميدالية ذهبية في تاريخ الأردن بعد أن فاز بها في أولمبياد ريو دي جانيرو في منافسات وزن تحت 68 كغم للرجال، وكان ما يزال على مقاعد الدراسة الجامعية آنذاك، واستقبل لدى عودته إلى البلاد استقبال الابطال.
وقال الاتحاد في بيانه له، إنه لم يبلّغ “رسميا” بقرار الاعتزال، قائلا “ولا نعرف دوافعه واسبابه؛ كما يتعذر أيضاً التواصل مع اللاعب في الوقت الحالي لفهم ذلك، كونه موقوفاً على قضية منظورة لدى القضاء الأردني”.
ونوّه الاتحاد، أن القضية التي تم ايقاف ابو غوش على خلفيتها منذ أكثر من شهرين، هي قضية جنائية؛ و هي لا زالت منظورة أمام القضاء الاردني النزيه و العادل، وقال إنه “يثق تماماً بأنه سينصفه إذا كان بريئاً”، فيما أرجع عدم تعليقه على القضية سابقا، احتراما لخصوصية اللاعب، وباعتباره أحد منتسبي جهاز الامن العام وعلى رأس عمله، و احتراماً من الاتحاد كذلك للجهات القضائية، منتظرا صدور الحكم النهائي.
كما تطرق الاتحاد للرعاية والاهتمام التي حظي بها أبوغوش منه، و المعاملة التي تليق بإنجازه التاريخي للأردن في أولمبياد ريو 2016، وأضاف البيان: “شأنه شأن أكثر من ألف لاعب ولاعبة تايكواندو أردنيين، رفعوا علم الوطن أيضاً عبر تحقيقهم للإنجازات والميداليات في مختلف المحافل الدولية و القارية”.
وتطرق البيان إلى إشراك أبوغوش خلال فترة الاستعداد لأولمبياد طوكيو و حتى بدء جائحة كورونا، بأكثر من 20 بطولة دولية و معسكراً تدريبياً تحضيراً لتمثيل الاردن في أولمبياد طوكيو 2020، وصولا إلى التحضير للمشاركة في التصفيات الاسيوية المؤهلة للأولمبياد رغم تراجع تصنيفه وإصابته في غضروف الركبة خلال شهر تشرين الاول 2019؛ إلا أن الاتحاد عمل على ارساله، لإجراء عملية جراحية في مركز “أسبتار” للتأهيل و العلاج الرياضي في قطر؛ و بعد اجراء العملية خضع اللاعب لجلسات التأهيل في هذا المركز لمدة شهرين كاملين.
وأكد البيان حرص الجهاز الفني في الاتحاد، على استمرار اصطحابه للمشاركة مع المنتخب في جميع البطولات الدولية و القارية و ترك قرار المشاركة في اي مباراة بما يتناسب مع حالته الصحية و النفسية، و بالتنسيق مع طبيبه الخاص Pieter D’Hoog، وشدد على أنه يقف على مسافة واحدة من جميع اللاعبين و اللاعبات ، و يعمل باستمرار بكل احترافية و شفافية لما فيه مصلحة اللعبة خلال السنوات الماضية.
ونشرت إدارة صفحة أبو غوش الرسمية منشورا ليل الخميس، قالت فيه إن البطل الأولمبي أحمد أبوغوش، صاحب الميدالية الأولمبية الأولى والوحيدة في تاريخ المملكة، يعلن اعتزاله عن المشاركات وتمثيل المنتخب الوطني في المحافل الدولية.
وأضافت الصفحة “كان الشرف للبطل أبوغوش خلال مسيرته التي تكللت بالإنجازات الفريدة لوطننا الغالي، حصوله وتكريمه من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بوسام التميز من الدرجة الأولى، مرفقا بهذه الشهادة التي تحمل كل صفات العز والكرامة والولاء والانجاز من الرياضي الأول الملك عبدالله الثاني بن الحسين”، دون توضيح تفصيلات أخرى.
وطالب نشطاء إعلان الجهات المعنية حقيقة قضية أبوغوش، وسط تداول روايات تتحدث عن توقيفه منذ شهر أغسطس/ آب المنصرم، ورفض تكفيله لعدة مرات بسبب إشكالية في أوراقه الثبوتية، ونشر الكاتب الأردني باتر وردم على صفحته الشخصية، متسائلا “لماذا يسجن البطل أحمد أبوغوش صاحب الميدالية الذهبية الوحيدة للأردن في تاريخ الالعاب الاولمبية لمدة 75 يوما بسبب مخالفة إدارية منذ 30 سنة”.