أجمع مستشارو اللقاحات في المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يوم الثلاثاء، على أن يكون كل من العاملين في مجال الرعاية الصحية والمقيمين في مرافق الرعاية طويلة الأجل في مقدمة من يتلقى لقاحات فيروس كورونا التي تحصل على تصريح الاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وصوتت اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين على ضم المجموعتين فيما يسمونه المرحلة “1a” من خطة توزيع لقاح فيروس كورونا الخاص بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وأوضح الدكتور خوسيه روميرو، رئيس اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، أن المجموعتين هما الأكثر عرضة للخطر بشكل استثنائي.
وقالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها : “يتم تعريف المقيمين في مرافق الرعاية طويلة الأمد على أنهم من الأشخاص البالغين الذين يقيمون في مرافق تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك الرعاية الطبية والشخصية، للأشخاص غير القادرين على العيش بشكل مستقل”.
وتمثل هذه المجموعة الضعيفة نسبة 40% من وفيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وقد شعر أعضاء اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين أنها بحاجة إلى الحماية.
وقالت سارة أوليفر، من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، خلال الاجتماع، إنه حتى الآن، توفي 100 ألف من المقيمن في منشآت الرعاية طويلة الأمد بسبب فيروس كورونا.
كما اتفق أعضاء اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين على أنه سيكون من الأفضل إعطاء جرعات اللقاح للموظفين العاملين في دور رعاية المسنين ومرافق الرعاية طويلة الأجل المماثلة والمقيمين في الوقت ذاته.
ومن المؤكد ضرورة حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن أكثر من 240 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية أصيبوا بفيروس كورونا، كما توفي 858 شخصاً منهم.
وقال روميرو قبل بدء الاجتماع: “يجب على أي شخص يعمل داخل مؤسسة رعاية صحية ومعرض لمخالطة مصاب بفيروس “كوفيد-19″ أن يتلقى اللقاح، ويشمل ذلك الأشخاص الذين يقومون بتوصيل الطعام، أو الأشخاص العاملين في خدمة الغرف في أقسام الطوارئ، أو الذين يقومون بتنظيف غرف المرضى”.
وقبل التصويت مباشرة، أصدرت الجمعية الأمريكية للرعاية الصحية والمركز الوطني للمساعدة على المعيشة تقريراً يوضح أن دور رعاية المسنين سجلت أعلى عدد أسبوعي لحالات الإصابة بفيروس كورونا منذ الربيع.
وقال مارك باركينسون، الرئيس والمدير التنفيذي للجمعية الأمريكية للرعاية الصحية والمركز الوطني للمساعدة على المعيشة، في بيان بعد التصويت إنه “نظراً لانتشار هذا الفيروس في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإننا نأمل أن يكون هذا اللقاح حرفياً منقذًا لآلاف السكان، ويسرع في إعادة فتح مرافقنا لأفراد الأسرة والمحبين”.
وجاء التصويت الفردي ضد التوصية من قبل الدكتورة هيلين كيب تالبوت من جامعة فاندربيلت ، التي قالت إنها كانت تشعر بالقلق من عدم دراسة اللقاح على المقيمين في مرافق الرعاية طويلة الأجل.
وقال تالبوت خلال الاجتماع: “نأمل أن تنجح ونأمل أن تكون آمنة فهذا يقلقني على عدة مستويات”.
وتشير البيانات المبكرة عن لقاحي “فايزر” و”مودرنا” إلى أنهما يتمتعان بالآمان والفعالية، إذ منع كل منهما وقوع حالات العدوى المصحوبة بالأعراض لدى الأشخاص الذين تطوعوا لخوض التجارب بنسبة 95%، وفقاً للبيانات من الشركتين.
وأشار روميرو، وهو وزير الصحة في وزارة الصحة في ولاية أركنساس، إلى ارتفاع عدد مقدمي الرعاية الصحية الذين أصيبوا بالعدوى، وأن بعضهم قد توفي.
وأضاف روميرو: “أعتقد أن تصويتي يعكس أقصى فائدة، وحد أدنى من الضرر، ويعزز العدالة، ويخفف من التفاوتات الصحية الموجودة فيما يتعلق بتوزيع هذا اللقاح”.
وسينعقد الاجتماع التالي، بعد اجتماع مستشاري إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري لاتخاذ قرار بشأن طلب شركة “فايزر” للحصول على تصريح الاستخدام الطارئ، حسبما قالته السكرتيرة التنفيذية للجنة الاستشارية لممارسات التحصين، الدكتور أماندا كوهن.
وستصوت اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين للتوصية بما إذا كان أي لقاح تصرح باستخدامه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يجب أن يُعطى بالفعل لأي شخص في الولايات المتحدة.
وتدرس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتعاون مع اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين خطة من أربع مراحل لتخصيص اللقاحات.
ومن المرجح أن تشمل المرحلتان “1b” و”1c” العمال الأساسيين مثل عمال إنتاج الأغذية المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى موظفي الطوارئ وربما الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات فيروس كورونا، والوفاة جراء الإصابة بالعدوى.
وتتوقع الحكومة الفيدرالية الأمريكية إتاحة 40 مليون جرعة من اللقاح ضد “كوفيد-19” في الولايات المتحدة بحلول نهاية ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إذا تمت الموافقة على لقاحي “فايزر” و”مودرنا”.
وأوضحت أوليفر خلال في اجتماع يوم الثلاثاء أن جميع الجرعات، 40 مليون جرعة، لن تكون متاحة على الفور، قائلة: نتوقع بيئة إمداد مقيدة”.
وأضافت أوليفر أن مراكز السيطرة على الأمراض تتوقع أن تصبح ما بين 5 ملايين و10 ملايين جرعة متاحة كل أسبوع خلال الأشهر القليلة الأولى مع تكثيف مطوري اللقاحات لجهود عملية التصنيع.