اعتبر الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق والسفير الأسبق لدى واشنطن ولندن، أن مصداقية المملكة العربية السعودية “أعلى بكثير” من مصداقية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك في جزء من مقابلة الفيصل تحدث فيها عن أنباء اللقاء بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونتنياهو، والتي نفتها السعودية، كما تحدث الفيصل عن العلاقات السعودية مع أمريكا والعديد من قضايا المنطقة، ومن بينها السلام، والملف الإيراني، وأزمة قطر وعلاقتها مع تركيا والإخوان المسلمين، وحرب اليمن، والوضع في لبنان، بالإضافة إلى أوضاع حقوق الإنسان في السعودية.
يمكنكم مشاهدة المقابلة كاملة الخميس 3 ديسمبر، الساعة الثامنة مساء بتوقيت مكة (الخامسة بتوقيت غرينيتش).
وحول أنباء اللقاء المزعوم بين محمد بن سلمان ونتنياهو في مدينة نيوم السعودية، قال تركي الفيصل إن “وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أنكر ذلك كليا، وللأسف وسائل الإعلام تتبع ما يصدر من إسرائيل ولا تتبع ما يصدر من المملكة”.
وأضاف: “المملكة نفت ذلك وأعتقد أن مصداقية المملكة يجب أن تكون أعلى بكثير من مصداقية شخص مثل نتنياهو، شخص متهم في بلده أنه كذب على الشعب الإسرائيلي في عدة أمور، فكيف يصدقون واحدا كذابا ولا يصدقون واحدا صادقا في كل إصداراته السابقة”.
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك تحضيرات للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، قال الفيصل: “ليس هناك تحضير لأي شيء، المملكة موقفها ثابت، والملك في خطابه لمجلس الشورى ذكر أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة الأولى وأن المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية للسلام”، وتساءل مستنكرا: “ليش كلام الملك ما يُصدق وكلام نتنياهو يُصدق”.
وبالنسبة لمستقبل العلاقات السعودية الأمريكية في عهد جو بايدن، قال الفيصل إن “المملكة لها علاقة طويلة مع الولايات المتحدة مرت عبر الأحزاب المختلفة، الديمقراطية والجمهورية في أمريكا، وعندما كان الرئيس المنتخب بايدن نائبا للرئيس أيضا، كانت العلاقات مع رئيسه في ذلك الحين أوباما، قائمة وإلى حد ما جيدة”.
وأضاف الفيصل: “اختلفنا في بعض الأشياء معهم في السابق ولكن نتطلع مع الرئيس بايدن أولا أنه سيكون مطلعا جيدا على قيمة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وثانيا إذا كان فعلا يبحث عن علاقات مع الأصدقاء والحلفاء، فالمملكة صديقة للولايات المتحدة”.
وأشار الفيصل إلى تصريح بايدن بأن إدارته لن تكون بمثابة “الإدارة الثالثة” للرئيس الأسبق أوباما، وقال الفيصل: “هذا عنوان كبير وتوجه إلى أنه سيكون له سياسته الخاصة به وشخصيته ستفرض نفسها على هذه السياسة، لننتظر حتى نرى ماذا يقصد بهذا الأمر”.
وحول نشطاء حقوق الإنسان المعتقلين في السعودية، قال الفيصل إن “هؤلاء سجنوا لأسباب أمنية، وهناك محاكمات تدور حولهم، والقضاء السعودي مستقل، والحكومة لن تتدخل فيه، وحينما تنتهي هذه القضايا سيُعلن عنها”.